فعيسى عليه السلام قد تميز من إشعيا إذ وصفه بأنه أساس للزاوية، بمعنى أنه متقدم في الزمان كالبناء، لأن الأساس يتقدم الرأس.
ومحمد رسولنا صلى الله عليه وسلم قد تميز، إذ إنه وصف من داود وعيسى عليهما السلام بأنه رأس للزاوية، بمعنى أنه متأخر في الزمان كالخاتمة.
وذاك في صهيون وكريم وممتحن. وهذا مرذول عند البنائين، وعجيب في أعيننا.
وقول عيسى ههنا عن الحجر (الممثل به عن) 1 المصطفىصلى الله عليه وسلم، "وأنه عجيب" يطابق قول إشعيا عنه صلى الله عليه وسلم أن اسمه عجيب، وسوف ترى شرح ذلك في الشهادة التي تتلو هذه.
وفي هذه الشهادة نكمل الشرح ونقول: إن عيسى عليه السلام قال: "إن من قبل الرب كانت هذه وهو عجيب في أعيننا".
فهاهنا أوضح سيدنا عيسى أن نبينا المختارصلى الله عليه وسلم هو رسول الله، ووارد من قبله تعالى حقا وصدقا لقوله: "هذا كان من قبل الرب". وبين أيضا أنه عجيب في أعيننا، فلو كان هذا الكلام (الذي تنبأ به) داود (وكرره) عيسى عليهما السلام مقصودا به عيسى عليه السلام، كما (ظنه) النصارى (المتأخرون) ، لكان واجب [على سيدنا عيسى عندما كرر تلاوته] أن يقول: إنه عجيب في أعينكم، لا أن يقول: إنه عجيب في
Страница 184