Средиземное море: Судьбы моря
البحر المتوسط: مصاير بحر
Жанры
وبين بورسعيد وغزة يشاهد المسافرون المعاصرون، الجالسون على ظهر المركب والمدخنون بعد الغداء، منظرا مؤثرا لكتل من الطين الأسود واسعة كالجزر تدنو من سفينتهم لتنحل وتزول عند مسها المقدم، ويركم النهر الذي نهك برحلته الطويلة كتلا من الحصباء التي تجعل الساحل مستنقعا، وتعرقل الملاحة بذلك، وتصير البقعة وخيمة، ويتحول الميناء إلى مدينة برية.
ومن الراجح أن كانت رافن واقعة على جزيرة فيما مضى، وكانت أضواج
34
مندرة
35
تؤدي إلى خليج أصبح منقعا. وكان هذا النهر إذا غمر الأرض فرض على المزارعين المتصرفين فيما حول المناور من حقول أن يعوضوا من الضرر، فيعد هذا انتقام أناس من أناس آخرين؛ أي من ضحايا الطبيعة التي كانت تهزأ بهم.
وكان المرفآن التجاريان المشهوران القديمان، ميله وإفيز، قد اضطرا إلى تبديل موضعهما غير مرة لحقا بالبحر الفار، ومما يروى أن ميناء أثينة، البيرة، كان قائما على جزيرة فيما مضى، وانظر إلى أطلال إزمير القديمة التي كانت قائمة على شاطئ البحر تجدها الآن واقعة بعيدا، واقعة داخل البلاد في الوقت الحاضر، واليوم ترى تروادة غائصة في التراب أكثر مما في الماضي، وما كان أوميرس ليستطيع أن يقود العناصر هكذا.
وما أنشب في أسوار قلاع الساحل السوري أيام العرب؛ أي منذ نحو ألف سنة، من حلق قلوس
36
المراكب فينتفع به الآن لربط الحيوانات الأهلية في أصابلها.
Неизвестная страница