============================================================
147 فصل (في إبطال قول المعتزلة بخلق أفعال العباد] قالت المعتزلة خذهم الله(1): أفعال العباد كلها مخلوقات العباد(2)، والعبد هو الذي يخلق فعل نفسه خيرا أو شرا؛ لأن عندهم العبد مستطيع باستطاعة (3) قبل الفعل، ولا يحتاج إلى الاستطاعة والقوة من الله تعالى، وإذا كان العبد مستطيعا باستطاعة نفسه قبل الفعل، فأفعاله تكون مخلوقة من جهته.
وقال أهل السنة والجماعة: أفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى، والله تعالى يخلق أفعال العباد كلها خيرا كان أو شراب لأن الاستطاعة من الله تعالى تحدث للعبد مقارنة للفعل، لا متقدمة على الفعل ولا متأخرة عن الفعل، والعبد بجميع أفعاله مخلوق الله تعالى، يدل عليه قوله تعالى: والله خلقكروما تعملون} [الصافات: 96] أخبر أنه خلق أعمالنا وأنفسنا، الولا جائز أن يقال: أراد به المعمولات من الحجر والخشب، لأنه لا شك بأنه مخلوق الله.
قلنا: حقيقة ما تعملون، أراد به العمل لا المعمولات، يدل عليه قوله تعالى: هل تجزو إلا ما كنتر تعملون [النمل: 290.
(1) ورد بهامش النسخة (4) ماصورته: وفي نسخة: "هداهم الله".
(2) في (ب): للعباد.
(3) ورد بهامش النسخة (4) ما صورته: عوض عن المضاف إليه أي باستطاعة نفسه.
Неизвестная страница