============================================================
120 فصل للا يجوز وصف الله تعالى بالمجىء والذهاب] الولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالمجيء والذهاب؛ لأن المجيء والذهاب من صفات المخلوقين وأمارات(1) المحدثين، وهما صفتان منتفيتان عن الله تعالى، ألا ترى أن إبراهيم صلوات الله عليه [وسلامه](2) كيف استدل بالمتنقل (3) من مكان إلى مكان أنه ليس برب حيث قال: فلما أفل قال لا أحب الا فلي} [الأنعام: 6/] ومعنى قوله تعالى: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر: 22) أي أمر ربك. وقوله تعالى: فأنهم الله وقال الداودي: المراد بالقدم قدم صدق وهو محمد، والإشارة بذلك إلى شفاعته وهو المقام المحمود، فيخرج من النار من كان في قلبه شيء من الإيمان، وتعقب بأن هذا منابد لنص الحديث، لأن فيه : لايضع قدمه" بعد أن قالت: لاهل من مزيد" والذي قاله مقتضاه أنه ينقص منها، وصريح الخبر أنها تنزوي بما ييجعل فيها لا يخرج منها.
قلت - أي ابن حجر-: ويحتمل أن يوجه بأن من يخرج منها يبدل عوضهم من أهل الكفر، كما ال حملوا عليه حديث أبي موسى في لاصحيح مسلم": ليعطى كل مسلم رجلأ من اليهود والنصارى فيقال هذا فداءك من النار" فإن بعض العلماء قال: المراد بذلك أنه يقع عند إخراج الموحدين، وأنه يجعل مكان كل واحل منهم واحدا من الكفار بأن يعظم حتى يسد مكانه ومكان الذي خرج، لوحينئذ فالقدم سببت للعظم المذكور، فإذا وقع العظم حصل الملء الذي تطلبه" انتهى.
(1) ورد بالنسخة (1) مانصه: "الأمارات جمع أمارة وهي العلامة".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
(3) في (ب): المتنقل.
Неизвестная страница