128

Море слез

بحر الدموع

Редактор

جمال محمود مصطفى

Издатель

دار الفجر للتراث

Номер издания

الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ

Год публикации

٢٠٠٤م

واعلم رحمك الله أن الغيبة أشد من ثلاثين زنية في الإسلام.
وقال بعض أهل العلم: الغيبة تنقض الوضوء، وتفطّر الصائم.
وكان بعض الفقهاء يعيد الوضوء من الغيبة.
وقيل: مثل صاحب الغيبة كمثل من نصب منجنيقا، فهو يرمي به حسناته يمينا وشمالا، وشرقا وغربا.
وأوحى الله تعالى إلى موسى ﵇: أتحب أن أنصرك على عدوّك؟ قال: بم؟ قال: بردّك الغيبة عن المسلمين.
ومن مات تائبا عن الغيبة والنميمة، فهو آخر من يدخل الجنة، ومن مات وهو مصر عليهما، فهو أول من يدخل النار.
وقال سليمان ﵇: يا رب، أي الأعمال أفضل وأحب إليك؟ فقال تعالى عشر خصال يا سليمان، أدها أن لا تذكر أحدا من عبادي إلا بخير، ولا تغتب أحدا ولا تجسّه.
فقال: ربّ، احبس عني السبعة فقد كربني هؤلاء.
وقال عطاء السليمي: عذاب القبر ثلاث أثلاث: ثلث من البول وثلث من الغيبة، وثلث من النميمة.
فإيّاك يا أخي والتعرّض للأقدار، وأن تغتاب أحدا بما أودع فيه الجبار، فان المولى ﷻ أعلم به، وأحكم ولو شاء لأهلكه وانتقم.
يروى أن عيسى ﵇ مرّ ببعض الأنهار، فإذا بصبيان يلعبون في ذلك النهر، ومعهم صبي أعمى قد كف بصره، وهم يغمسونه في الماء، ويفرّون منه يمينا وشمالا، وهو يطلبهم ولا يظفر بهم.
ففكر عيسى ﵇ في أمره، ودعا ربه أن يردّ عليه بصره، وأن يساوي بينه وبين أصحابه.

1 / 131