وحسن بن الإمام سار من جبل رازح إلى صعدة هذه السنة، واستقر بها هذه المدة، ولما لقاه علي بن أحمد وقد جمع من القبائل وعساكره أمره حسن بن الإمام أن يكون دخول كل منهم من باب؛ لئلا يحصل افتراق وشقاق. واتفق مع القاضي يحيى جباري نكتة عجيبة، وهو أنه ركض رجلا برجله، فشكاه إلى محمد بن الإمام، فأرسل إليه للمناصفة فيما وقع من الإلمام، فاتصل القاضي وقال له: هو قاضي الإمام، فبعث إليه نفرين للوصول قهرا من غير كلام[73/أ] يأتون به إلى حضرته بالقهر والإبرام، فأتوا به إلى حضرته وقال للشاكي: استقضي منه في ركضته، فحصل مع القاضي المقيم المقعد، واستحال ما أمله من أن الأمر إلى والده، فعجب بعض الحاضرين في شأنه، وأن القاضي إنما فعل ذلك لعله من قبيل التأديبات أو نحوها، مع أن الركضة لا قصاص فيها، لعدم العلم بقدرها إلا في قول شاذ لبعض العلماء، فحضر الحاضر، وحامل ذلك الأمر الصادر، وطلب الصلح، والصلح خير، وبذل لذلك الرجل بعض شيء من الدراهم، والله أعلم.
وفي أول شهر شعبان اتفق كسوف للزهرة بمقابلة القمر وحجابها لها بالمشاهدة، فسبحان الخالق لما يشاء، وكان ذلك في أول ليلة رابع الشهر المذكور، في برج القوس، ورؤي أيضا بالمشاهدة المريخ رجع في برج الثور قد كان قارب سيرة الثريا، ثم تراجع واستمر رجوعه إلى نصف القعدة، ثم سار ودخل الجوزاء[73/ب].
وكان عند دخول أحمد بن الحسن من الروضة إلى صنعاء من باب السبحة ومعه نحو أربعين من الخيل ومثلهم من الرجل فصفت الخيل في بابه عند دخوله وكان قد ازدحم أهل صنعاء للتفرجة حوله، فاتفق أن ركض حصان السماوي رجلا من أولئك المتفرجين إلى جنب جدار هنالك، حتى سقط في ذلك الحين وهلك، لم يبق إلا بقية ذلك اليوم.
Страница 390