ودخلت سنة أربع وثمانين وألف
في يوم الجمعة خامس شهر محرم وصل خبر الحاج فذكروا أن الحج كان مباركا، والأمان على جميع الوافدين موافقا، وأن الوقوف بعرفة، وتلك المواقيت المشرفة كان[35/ب] يوم الأربعاء بالشهرة، كما هو مقتضى الاستهلال والرؤية، وأنه وصل الباشا محمد من طريق الشام ومعه من العسكر ما يزيد على خمسمائة فارس من الخيل الجياد، وحول ألفين فأكثر من الأجناد، وخيم ببركة ماجد. وحاج المصري فيه قوة عظيمة. وأن الباشا محمد الخارج المذكور شدد في التأمين لحجاج بيت الله الحرام، وتوعد على من غدر أو سرق أو نهب بالعقاب التام. وحج الناس أحسن الحج، مع الكثرة للخلق، وأخبروا مع ذلك تهون الأسعار، وكثرة الخصب والكلأ والهلف والعلف في جميع تلك الأقطار.
قال حجاج اليمن: وظهر في عسكر السلطان السؤال عن أحمد بن الحسن، والإمام مع الحجاج من المشاة والركبان، والسيد أحمد بن صلاح بلغ ما معه من الدراهم التي صدرها الإمام معه إلى يد الشريف بركات[36/أ] وأخبروا أن الباشا محمد أخرج من مكة من بقي من الذين كانوا مع سعد بن زيد، ومنهم من اعتقله، ومنهم من أرسل به إلى حضرة السلطنة، ورفع المجابي من جميع أسواق مكة، وأمر بتوريث من مات بمكة وجدة، ولا طريق لأحد فيما تركه ممن كان يفعله أشراف مكة.
وفي نصف شهر المحرم حصل قران بين الزهرة والمريخ في برج السرطان، على مقتضى تقسيم البروج للمتأخرين وعلى تقسيم الأولين، كان في برج الجوزاء وكان المرتفع حالة القران هو المريخ من جهة الجنوب، ثم انفكت الزهرة عنه قليلا في ذلك البرج، ورجعت القهقرى فقارنت المريخ المذكور في نصف شهر صفر قران آخر.
وفي هذه المدة كان وقت الصيف فحصل فيه أمطار مستمرة من أول الصواب إلى آخر الصيف عند سقوط الثريا، فصلحت ثمرة الدثاء على هذا المطر زرعوا في أوله، واستمر المطر عليه إلى حصاده، فتهون السعر بعض التهون، ونقص حول الثلث مما كان قبل ذلك[36/ب].
Страница 343