162

[133/أ] وأمر أحمد بن حسن بدار الضرب للدراهم وصغر بقشها. وحسن بن الإمام لما مر ثالث عشر شهر رجب في حجة طالعا من تهامة بعد أن نزل من رازح أراد يدخل الظفير، وكتب إلى هنالك كما قيل، فقالوا: يدخل بخمسة عشر نفرا أو عشرين نفرا لا غير، فترك دخوله، وعرج عنه إلى طريق شرس وخرج إلى حبور، وأجاب قاسم صاحب شهارة وطلع إليها، قيل: وسببه أن أحمد بن الحسن جعل خطا لأولاد المجزبي في إرجاع السفن التي كانت لوالدهم يكروها، وكان حسن بن الإمام قبضها يوم نزل إلى اللحية كما مر سابقا، وكان المذكور قد بايع لأحمد بن الحسن في قريب حرض وهو خارج من ساقين. ويحيى بن حسين بن المؤيد بالله لما وصل إلى خمر بعد هربه من صعدة وأمن كتب إلى بعض القبائل في تلك لجهة بأنهم ينصرونه إلى القيام، وأن قاسم وأحمد بن الحسن لم يحصل منهم التئام، فلم يساعده أحد، فكتب بعد ذلك إلى قاسم يجبه على الاجتماع.

فاعجب من سادة اليمن ما أكثر محبتهم[133/ب] إلى الرياسات، والدخول في الإمامات والتكليفات، والله يقول: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} ولما وصل حسن بن الإمام إلى حدود حجة انجفل البدوان بالهرب بالبقر والأغنام إلى الجبال ظنا منهم أنه أحمد بن الحسن وأرسل أحمد بن الحسن قاسم بن أحمد بن القاسم إلى صنوه علي بن أحمد صاحب صعدة بأن يسعى في صلحه، وله ما طلب من توليته، فسار المذكور إلى تلك الجهة.

Страница 461