Бахжат Кулюб аль-Абрар ва Куррат Уюн аль-Ах'ийар
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد
Исследователь
عبد الكريم بن رسمي ال الدريني
Номер издания
الأولى ١٤٢٢هـ
Год публикации
٢٠٠٢م
Жанры
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّمَانُونَ: دُعَاءُ السَّفَرِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ﵄: "أن رسول الله ﷺ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ: كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرنين، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللَّهمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى. اللَّهمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، واطوِ عَنَّا بُعده. اللَّهمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ. اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاء السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ. وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حامدون" رواه مسلم١.
هذا الحديث فيه فوائد عظيمة تتعلق بالسفر.
وقد اشتملت هذه الأدعية على طلب مصالح الدين -التي هي أهم الأمور- ومصالح الدنيا، وعلى حصول المحاب، ودفع المكاره والمضار وعلى شكر نعم الله، والتذكر لآلائه وكرمه، واشتمال السفر على طاعة الله، وما يقرب إليه.
فقوله: "كان إذا استوى على راحلته خارجًا إلى سفر: كبر ثلاثًا" هو افتتاح لسفره بتكبير الله، والثناء عليه، كما كان يختم بذلك.
وقوله ﷺ: "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا له مقرنين" فيه الثناء على الله بتسخيره للمركوبات، التي تحمل الأثقال والنفوس إلى البلاد النائبة، والأقطار الشاسعة، واعتراف بنعمة الله بالمركوبات.
وهذا يدخل فيه المركوبات: من الإبل، ومن السفن البحرية، والبرية، والهوائية. فكلها تدخل في هذا.
ولهذا قال نوح ﷺ للراكبين معه في السفينة: ﴿ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [هود:٤١] فهذه المراكب، كلها وأسبابها، وما به تتم وتكمل،
(١) أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: ١٣٤٢، بعد ٤٢٥.
1 / 195