130

ولما كانت الجملة وتفسيرها مشتملين على ألفاظ ومعاني ثبت قيام حجة المعاني بهما من العقل، وتوقف قيام الحجة في ألفاظها على النقل، فمن خطر بباله أن له صانعا وأن لصانعه رسولا يبلغ الخلق عنه، وأنه ليس كصانعه شيء وأن لمن أطاع صانعه ثوابا ولمن عصا عقابا، وجب عليه أن يعتقد معنى ذلك، ولا يجوز له أن ينكر شيئا منه ولا يلزمه معرفة شيء من أسماء هذه الأشياء حتى تقوم عليه الحجة من طريق النقل أن اسم صانعه الله أو الرحمن أو نحو ذلك، وأن اسم رسوله محمدا أو أحمد، وأن اسم ثوابه الجنة واسم عقابه النار، فإذا قامت عليه الحجة من طريق النقل بشيء من هذه الأسماء وجب عليه معرفتها وضاق عليه جهلها.

واعلم أن قيام الحجة من العقل بأن لله رسولا إنما هو مبني على مذهب بعض الأصحاب، وذهب غيرهم إلى أن الحجة في ذلك إنما هي من طريق النقل وهو الصحيح والله أعلم.

الباب الثاني

من الركن الثاني

في التوحيد

وفيه أربعة فصول وخاتمه

الفصل الأول

في نفي الأضداد والأنداد والأشباه عن الله تعالى

(92)(وهاك توحيدا لنا فلتقتبس من نوره وعن هوى النفس احتبس)

Страница 162