فلما حصل ذلك حنق قائد هذه الحملة غيظا ، وعزم على نسبة عدم انتصاره | إلى تأخر محمد علي ، وأنه اتفق مع المماليك ، فسعى بذلك عند خسرو باشا فسر | بهذه التهمة الباطلة ومع اعتقاده بطلانها أرسل للمرحوم محمد علي يطلبه ليلا | إلى سرايه بالقلعة محتجا بأنه وردت إليه أوامر مهمة من دار الخلافة وأنه لابد أن | | يعلمه بها في الحال وأصر على قتله وأمر خدمة بذلك حين دخوله من الباب . | فلما وصل الطلب إلى محمد علي جزم بداهة بأن هذا الإستدعاء لم يكن إلا | للإيقاع به ، فتحير في أمره وعلم أنه إن لم يجب طلب الوالى عد ذلك عصيانا | وإن امتثل وذهب كان في ذهابه ذهاب حياته ، فبعد التروى في ذلك ظهر له | أرجحية عدم التوجه وآثر نسبة العصيان إليه على قتله وبات ليلته يترقب ما | يبدو له وقت الصباح .
فساعده الحظ الأوفر بقيام الجند على خسرو باشا ومأمور ماليته ( خزنة دار ) | لعدم صرف مرتباتهم وكان هذا ناشئا عن عدم تحصيل الخراج لإستيلاء المماليك | على الوجه القبلي وجزء عظيم من الوجه البحري بحيث لم يكن في حوزة الوالي | إلا القاهرة وثغر الإسكندرية وما بينهما من القرى والبلدان .
Страница 34