Бахджа
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Исследователь
د .أحمد زكريا الشلق
Издатель
دارالكتب والوثائق القومية
Номер издания
الثانية
Год публикации
1426هـ /2005 م
Место издания
القاهرة / مصر
وسبب محاكمته أنه لما كان نابليون عائدا من منفاه الأول أرسلته حكومة | البوربون لمحاربته وأخذه أسيرا فسافر معترفا لها بذلك لكنه لما تقابل معه تذكر | | نعمته ومصاحبته له في سائر الحروب ومشاركته إياه في غالب انتصاراته بل | أشهرها ، وأمالته إليه عوامل المحبة التي كانت تجره نحوه من جهة ، وميل العساكر | التي تود الإنضمام إلى نابليون من جهة أخرى فانضم إليه بعسكره .
ولما بلغه الخبر بإصدار الأمر بالقبض عليه لم يصدقه حيث أن معاهدة 3 يوليه | سنة 1815 أقرت بالأمان لكافة الضباط الذين انحازوا إلى نابليون ولم يجزم بأن | حكومة متمدنة تقر على شيء ولم تنفذه ، فلذلك لم يبرح بلده مع أن إخوانه | وخلانه عرضوا عليه البراح وبذلوا له جميع ما يلزمه من المال والرجال للخروج | من أرض فرنسا والإلتجاء إلى حكومة أخرى فلم يجبهم لذلك وبقي حتى قبض | عليه في يوم 5 أغسطس سنة 1815 وفي أثناء سفره مخفورا بأنفار الشرطة إلى | مدينة باريز لإيقاع الحكم عليه عرض عليه أيضا بعض أصحابه أن يأخذوه | عنوة من الخفر ويهربوه من فرانسا فمنعته نفسه الأبية أن يأتي هذا الأمر الذي | ربما ينسب به إلى الجبن والنذالة فلما وصل إلى باريس وسجن بها ألف بعض | الضباط عصبة قوية وكان المحرض عليها ( سيف ) وتشعبت فروعها في أكناف | باريس قصد تخليص المارشال ( ني ) من القتل فلم يقبل ذلك وآثر الموت على | الحياة مع الهرب فحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص ونفذ عليه الحكم في يوم | 7 ديسمبر سنة 1815 فمات على شهامته وفرط شجاعته مأسوفا عليه من كل | وطني إلا من على بصرهم غشاوة .
ومما يحسن ذكره هنا أنه أثناء المرافعة والمدافعة قام أحد المحامين المكلفين | بالمدافعة عنه وطلب عدم اختصاص المجالس الفرانساوية عموما بمحاكمته لأنه | ليس فرانساويا لكون البلدة التي ولد فيها سلخت عن فرانسا وألحقت بألمانيا | فقام عند ذلك المارشال ( ني وقال إني لم أزل فرانساويا وإني أود الموت كذلك | وأوثره على أن أعيش أجنبيا عن وطني الذي تربيت فيه واستظللت تحت سمائه | ونلت الرتب العالية في الدفاع عنه . |
Страница 88