ولخلو الخزينة من النقود وعدم وجود موسرين بالبلد يؤخذ منهم ما يحتاج | إليه على سبيل القرضة أو غيرها وتأخير المعلم غالي باشا ' محاسبجي ' في ستة | آلاف كيس ، أصدر الباشا أمره إلى كيخيا بيك بطلب هذا المبلغ أو حبسه حتى | يفيه فطلبه الكيخيا فاعتذر بأن هذا المبلغ متأخرا على الأهالي وأنه ساع في | تحصيله وطلب مهلة قليلة فلم يقبل منه الكيخيا وأمر بحبسه وحبس أخيه | تحصيله وطلب مهلة قليلة فلم يقبل منه الكيخيا وأمر بحبسه وحبس أخيه | المسمى فرنسيس و ' خزنداره ' المدعو سمعان ، ثم وشى به عند الكيخيا طائفة من | الأقباط وعرفوه بأنه إذا حوسب يظهر عليه ثلاثون ألف كيس ، فاشترط عليهم | الكيخيا أنه إن لم يظهر على المعلم غالي هذا المبلغ يكونوا ملزمين بالباقي ، فقبلوا | هذا الشرط وهم المعلم جرجس الطويل ومنقريوس البتوني وحنا الطويل ولما | أبطأ المعلم غالي في دفع ما طلب منه أمر الكيخيا بضرب أخيه أمامه وبضربه هو | أيضا وضرب خزنداره ، ثم أفرج عن أخيه وخزنداره ليسعيا في تحصيل المطلوب . | أما سمعان فمات على أثر الضرب لأنه ضرب ألف كرباج وأما فرنسيس أخو | المعلم غالي فسعى في أداء المطلوب ببيع ما يملكونه من منقول وعقار ، ثم توسط | له لدى الباشا المسيو ( بوزاري ) طبيبه الخاص فقبل منه الباشا ذلك وأمر بإخلاء | سبيل المعلم غالي بشرط أن يدفع أربعة عشر ألف كيس وألزم معارضيه جرجس | | الطويل ومنقريوس البتوني بدفع أربعة آلاف كيس . ولقد رأى بعد ذلك محمد | علي باشا أن يخرج الجند من القاهرة منعا لما يحصل منهم من الشغب والهياج | فأمر ولده طوسون باشا الخروج إلى جهة فوة مع عساكر الدلاة وعابدين | بيك إلى جهة المنصورة مع عساكر الأرنؤد ولم يبق بالقاهرة إلا حاشية الباشا | وأتباع خواصه وعساكر الشرطة . |
عزل الشيخ الدواخلي :
وفي أوائل شهر ربيع الأول سنة 1231 في يوم مولد النبي عليه الصلاة | والسلام طلب الباشا المشايخ فحضروا ولما أستقر بهم المجلس أظهر الباشا رغبته | في عزل الشيخ الدواخلي نقيب الأشراف من منصبه واستشارهم في تولية خلف | له فأقر الجميع على تعيين الشيخ البكري ورضوه ، فألبسه الخلعة وانصرفوا وفي | اليوم الثاني صدر أمر من الباشا بنفي الشيخ الدواخلي إلى دسوق فسافر في | الحال إلى منفاه ، وطلب الباشا من المشايخ أن يحرروا محضرا يبينون فيه أسباب | عزله ليرسله إلى نقيب الأشراف في إسلامبول ، الذي من خصائصه عزل وتولية | نقباء الأشراف بولايات الدولة العلية فحرر المشايخ ذلك المحضر ونسبوا له فيه | أشياء كثيرة ، منها أنه تطاول على السيد منصور اليافي لفتوى أفتاها مستندا | على قول ضعيف ، ومنها أنه يعارض القاضي في أحكامه ، وذكروا أسبابا أخر | غير ذلك لم يكن فيها السبب الحقيقي في عزل الباشا له وهو في الحقيقة انتقاده | على أحكام الباشا على مرأى ومسمع من المقربين إليه . | |
Страница 71