177

ويقول:

جزى الله عني الحب خيرا فإنه

به ازداد مجدي في الأنام وعليائي

وصير لي ذكرا جميلا لأنني

أحسن أفعالي لتحسن أسمائي

وقد يكون في هذا النظم بعض الضعف، ولكنه يعبر عن معنى من أشرف المعاني وألطفها.

وغزل البهاء زهير فن في الأدب العربي خرج عن صور الغزل التي رسمتها التقاليد؛ فليس بكاء على الأطلال والدمن، ولا وصفا لسفر الحبيب على ناقته تجوب الصحراء، ولكنه حكاية لما يجري بين الأحباب في الحياة وما يتبادلونه من حوار وعتاب، ونعت لمجالس ممتعة بين عاشقين، ووصف للحب نفسه وما يحدث في نفس المحب من نزوع إلى الكمال.

وقصائد البهاء زهير تكون عبارة عن موضوع متصل المعاني لا تجد فيه ما تجد في غالب الشعر العربي من تنقل واستطراد يكاد يفقد الصلة بين أجزاء الشعر الواحد، ويلاحظ أن البهاء زهيرا لا يتحرج من استعمال العبادة في الحب، وهو نادر في الشعر العربي، وذلك كقوله:

ومن العجائب فعله بمحبه

يصليه نارا وهو من عباده

Неизвестная страница