162

Бадр Мунир

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

فصل [ يجب على من كملت فيه هذه الشروط وكان في أهل زمانه تفريط فيما يجب عليهم أو إفراط في الغلو في الدين وإظهار البدع الكفرية وما يقضي بالفسق منها القيام والدعوة للإمامة والتطهر إذا غلب بظنه صلاح المسلمين على يديه، أو وجد الناصر على ما يريد الله تعالى إنفاذه ولو بالقهر، أو غلب بظنه النجاة حتى يقيم الحجة ويبلى العذر مع عدم الناصر، أو يكونوا جاهلين الشرائع جملة وتفصيلا مما يؤرثهم جهله كفرا أو فسقا ويغلب بظنه السلامة حتى يبلغهم ولو غلب بظنه الهلاك بعد الإبلاغ وكان الإبلاغ لا يحصل مع التخفي بل مع الظهور؛ وإنما قلنا في إبلاغ الشرائع ولو خشي الهلاك بعد ذلك مع جهل من أبلغهم لها لأن الأنبياء عليهم السلام لم يعذروا [43ب] في ذلك، فلو خشوا الهلاك بعده فالأئمة وغيرهم من المؤمنين بالأولى كقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(1) ولقوله تعالى في تبليغ الشرائع والعلماء ورثة الأنبياء في ذلك والإمام أعظمهم وآكد في ذلك: {لينذر به ومن بلغ}(2) وقوله تعالى في وجوب التظهر لنفي البدع والضلالات: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}(3) وهو لا يؤمن حصولها في كل وقت وإبطالها مع الظهور بالإمامة آكد فأتم وقد لا يتم في بعض الأحوال إلا بهيبة السيف والقتال، فبكون التظهر واجبا وإشعاره جائز بما لا طرب فيها مما يجمع الناس ويرعبهم من الطبول ونحوها مما لم يرد النهي عنه، وقد نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنه يجب أن يكون في كل زمان من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم من إذا ظهر وأطيع نفاها بقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليا من أهل بيتي موكلا يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله))(1).

فإذا يظهر أحد من أهل البيت عليهم السلام وتصدى لما ذكر مع أنه يجب البحث له ليظهر على كل مسلم وجب إجابته ومناصرته على ذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سمع داعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم))(2) فيجب إجابته والدعاء إليه وإلى مثله أو آكد منه على كل مكلف بما أمكن من قول وفعل أو أحدهما حسب الإمكان {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.

Страница 212