والاستعارة والكناية والتجنيس، ونظريته في الفضائل الذي تأثر فيها بأرسطو إلى حد بعيد.
ويمكننا أن نقول: إن بحوث النظم وعناصر البلاغة في نقد الشعر وفي البيان والتبيين هي مدينة لأرسطو كثيرًا. أما بحوث صناعة الشعر فهي أو الكثير منها مما يستقل به ابن المعتز في بديعه، والسبيل الذي سلكه الجاحظ كان خطوة جريئة في سبيل تدوين عناصر البلاغة والنظم، كما كان عمل قدامة في النقد ذائع الأثر كبير القيمة، وكما كان عمل ابن المعتز خطوة جريئة لتدوين البديع، وإني أرجح أن جد قدامة هو قدامة حكيم المشرق الذي ذكره الجاحظ في رسائله عرضًا وروى شعرًا له١. أما والده فهو جعفر بن قدامة صديق ابن المعتز الحميم "م٣١٩هـ". وأما قدامة فقد تتلمذ مع ابن المعتز على ثعلب؛ ولكنه تعمَّق في الفلسفة وفي ثقافة اليونان، وجاء إنتاجه مصطبغًا بصبغة خاصة يدل عليها كتابه نقد الشعر الذي ألف الآمدي كتابًا في نقده وتبيين غلط قدامة فيه٢، كما ألف عبد اللطيف البغدادي "م٦٢٩" كتابًا في شرحه٣.
ابن المعتز والآمدي:
والموازنة للآمدي تتخذ البديع مصدرًا كبيرًا من مصادرها العلمية، تأخذ منه وتعتمد عليه إلى حد كبير:
١- فنشأة البديع وأن المحدثين وأبا تمام ليسوا أول السابقين إلى اختراعه يفيض في شرحها الآمدي٤، نقلًا عن ابن المعتز.
_________
١ ٦٦ رسائل الجاحظ.
٢ ١٢٥ الموازنة، ٥٨/ ٣ معجم الأدباء.
٣ ٧/ ٢ فوات، وللبغدادي كتاب قوانين البلاغة وله اختصار الصناعتين "٧، ٨/ ٢ فوات"، وفي كشف الظنون يذكر كتابي تكملة الصلة في شرح نقد قدامة "٢٤٦/ ١" وكشف الظلامة عن قدامة "٤٠/ ٢ كشف الظنون" وينسب الأول لعبد اللطيف بن يوسف، ولعله هو شرح البغدادي لنقد الشعر، والكتاب الثاني لعله رد على مَن نقد قدامة كالآمدي وسواه.
٤ ٦-٨ الموازنة.
1 / 47