سماها هذا الاسم هو الأصمعي مريدًا منه المعنى الثاني، وورد في اشتقاقه كلام عن الخليل والأصمعي رآه ابن رشيق ظاهرًا في المعنى الأول.
ويقول الباقلاني: وأكثر العلماء على أن المطابقة أن يذكر الشيء وضده كالليل والنهار، وإليه ذهب الخليل والأصمعي، ومن المتأخرين ابن المعتز. وقال آخرون: المطابقة أن يشترك معنيان بلفظة واحدة، وإليه ذهب قدامة١، ويذكر الآمدي أن قدامة لقب هذا الباب المتكافئ، وأنه سمى ضربًا من المجانس "المطابق" وينقده في مخالفته للعلماء ولابن المعتز في هذه الاصطلاحات٢، وردَّ الأخفش على قدامة٣، ونقل ابن سينا كلمة الآمدي في نقده وأشاد بها٤.
وقد ذكر ابن المعتز هذا الباب في كتابه البديع وفيه كثير من الشواهد٥، وذكر مثلًا لما عيب منه٦.
ومن الغريب أن يكون أرسطو قد تكلم على المطابقة والمقابلة؛ حيث ذكر التقابل وأن المتقابلات إذا توافقت أحدثت رونقًا لظهور بعضها ببعض، وأن المعتدل "الذي لا يفرط في الصفة حتى يدخل في حيز الكذب الظاهر" وخصوصًا إذا شحن بالمطابقات المأخوذة من المتقابلات لذيذ جدًّا، وأن المتقابلات بعضها أضداد وبعضها كأضداد.
_________
١ ٧٩ إعجاز القرآن.
٢ ١٢٤ الموازنة.
٣ ٢٩١/ ١ العمدة.
٤ ٥١/ ١ سر الفصاحة.
٥ ٧٤-٩٠ البديع.
٦ ٩٠-٩٢ البديع.
1 / 28