مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾: فهذه الآية لو اقتصرت على قوله: ﴿وأُحِلَّ لَكُم مَّا ورَاءَ ذَلِكُمْ﴾ لا تحتاج إلى البيان، فإذا قيد بصفة الإحصان، وهي مجهولة، صار ما تناوله الإحلال مجهولًا. ومنها قوله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾: لما قيده بالاستثناء، والمستثنى -وهو ما يتلى- مجهول، صار ما تناوله صدر الكلام مجهولًا محتاجًا إلى البيان.
ومنها- المطلق الذي أريد به بعض المدة: يحتاج إلى البيان، لأن ظاهر اللفظ يقتضي ثبوته في كل المدة، فإذا أريد به البعض يحتاج إلى البيان.
ومنها- النكرة في موضع الإثبات، إذا أريد به بعض معين، نحو أن يقول: "اضرب رجلًا"، لأنه لا يدري أي رجل أراد، فيحتاج إلى البيان.
ومنها- الأسماء المنقولة عن معانيها إلى المعاني الشرعية.
ومنها- ألفاظ المجاز كاسم الأسد والحمار: إذا أُريد به الشجاع والبليد.
فهذه جملة ما يحتاج إلى البيان، وما لا يحتاج إلى البيان.