Бадхл Маджхуд
بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي
Жанры
وليس يصح في الأذهان شيء ................ إذا احتاج النهار إلى دليل ما مثلك في قولك هذا إلا مثل من ينكر الشمس في رابعة النهار ، ويقول آتني بدليل على طلوعها ، فهذه الأمة المحمدية اجتمعت على توفير اللحى ، إجماعا كاد لا يشابهه غيره ، لما عرفوا من ثبوت ذلك عن نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكانت العرب في جاهليتهم تحترم اللحى أي احترام ، وأنتم في إسلامكم قد أهنتموها كل الإهانة ، ألا إن جزها من الكبائر ، لأنه خصال المشركين ، من الأعاجم ، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر يرفعه : ( خالفوا المشركين ، جزوا الشوارب ووفروا اللحى ) ومن حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر : ( بإخفاء الشوارب وإعفاء اللحى ) ومعنى إعفائها توفيرها ، أي تجعل وافرة لا يقطع منه شيء فقطعها منهي عنه ، وجز الشوارب وحلق العانة وتقليم الأظفار مأمور به ، ولا يصح أن يقاس ما كان منهيا عنه على م كان مأمورا به ، فمن قاس ذلك فقد خالف محمد صلى الله عليه وسلم جهارا ، واتبع إبليس في قياسه الفاسد في تفضيل نفسه على آدم ، ولا ينفعكم التعلل بأن في قطعها زينة للنساء ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن الله النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن ) رواه الربيع رحمة الله عليه من طريق ابن عباس ، قال الربيع : النامصة التي تأخذ من شعرها ليكون رقيقا معتدلا ، والمتنمصة التي تفعل بها ذلك ، والواصلة التي توصل شعر رأسها ليقال أنه طويل ، والمستوصلة التي تفعل بها ذلك ، والواشمة التي تجعل الوشم في وجهها أو في ذراعها ، والمستوشمة التي تفعل بها ذلك ، والمتفلجات الاتي يفلجن ما بين أسنانهن للجمال ، وهذه الأصناف من النساء ثبتت عليهن اللعنة من الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، وهن إنما فعلن ذلك للجمال والحسن ، ومن المعلوم أن كل واحد من هذه الأفعال دون جز اللحى ، على أن جزها تشبها بالمشركين من الأعاجم أشباه البانيان وبعض الأعاجم ، لا يرضى ذلك كالفرنسيين ، وفيه أيضا تشبه بالنساء وقد جاء اللعن للمتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال ، والعلم عند الله .
الفصل الخامس : في السبب الذي دخل النصارى بلاد الإسلام
ذكر المعترض ما يقتضي : أن سبب ذلك فرار بقية أهل الدين بدينهم .
وعميت بصيرته عن موجب ذلك ، وما علم أن السبب الأعظم إنخماد همم الملوك وضلالهم عن السبيل ، واتباعهم الشهوات ، وتعطيلهم الحدود ، وتضيعهم الأحكام ، وتقديمهم السياسة النصرانية على السياسة الشرعية ، واختيارهم الهوى على الحق ، والظلم على العدل ، والدنيا على الآخرة .
فقال ما نصه : وأما التداخل عند المشركين كتداخل الزنجباريين لا يقدرون أن يمتنعوا ، لأن أزمة أمور زنجبار بأيدي المشركين ودواعي الامتحان دائرة في كل حين ، وما ذاك إلا لامتناع الفضلاء من تولية الحكم عند هذه الدولة ، حتى انقاد الأمر إليهم ، وأحاجوا الناس إلى التداخل ، زعما منهم أنه غير جائز ، فهذا الآن الواقع علينا بسبب التخاذل .
Страница 46