البدوية :
لو كان في الأحياء ما تركني هنا.
ريطة :
إذن فلماذا تمنعينن نفسك عن الخليفة، وتسومينه كل هذا الهجر، وهو راض بذلك، صابر حتى تهدأ ثائرة نفسك؟ لعمري لو كنت من القطا ثم مضى عليك مثل ما مضى لاستأنست، ويحي! ماذا ينفع ابن مياح اليوم وفاؤك وهو في أحضان الملائكة؟! ...
البدوية :
أقصري يا ريطة أقصري، أراك تفتحين جراح قلبي وتدمين حبات فؤادي، أما يكون الوفاء إلا للأحياء؟! لقد جهلت الشعر وأنكرتني المكارم إن خنت عهد ابن عمي في نواه.
ريطة :
ستأسفين يا ابنتي على عمر تقضينه حزنا وبكاء، وشباب تقضينه هما وشقاء، من ذا الذي يشعر بمصابك ويرق لحالك، بل هبي أن في الناس من يرثي لك ويتوجع، فما ينفعك الرثاء؟
البدوية :
لا شيء لا شيء، ولكن للحزن لذة وللبكاء نشوة، هما بعض رحمة الله وحنانه.
Неизвестная страница