أسامة :
أجل يا بني هو ... إنه مدين لنا بما هو فيه اليوم من الملك ... لذلك فإنه يبعث إلي أنا وأبيك بهدايا كريمة كل عام ... إن قبيلتنا هي التي أخضعت نزارا هذا، وهي الآن مدعوة لقتال ولده حسن في برقة.
مياح :
ولماذا ترحل يا عماه إذا كان نزار مظلوما؟ فإن المعاونة على ولده إثم فيما أرى.
أسامة :
ما كانت الخلافة ميراثا يا بني، إنها للأصلح منا نحن المؤمنين، وأنت تعلم أنا لم نر في الفاطميين مثل أبي علي رجلا ... يا بني إنه رجل يحب الشعر، ويكرم العرب، ولا يفرط في تراث أجداده ... لم تزهر الدنيا كما أزهرت في أيام هذا الخليفة.
مياح :
ولكنه سفاك للدماء، ألم يقتل الأفضل شاهنشاه وزيره، ثم يقتل بعده المأمون البطائحي؟
أسامة :
آه يا بني! إنك لا تدري لماذا قتلهما ... قتلهما لأنهما عملا على نزع الخلافة منه؛ فالأفضل ود أن يظل وزيرا يعمل بقوة الخلافة كلها، وجعل الخليفة ألعوبة في يديه، وأما المأمون فقد استكشفنا مؤامرة دبرها كان يريد بها خلعه من الخلافة، ومبايعة محمد بن نزار الذي كان في اليمن، وقد تحقق له الأمر؛ إذ وجد الخليفة محمدا هذا قد جاء ووجد المأمون وإخوته في بيت مختفاه ...
Неизвестная страница