لنترك الغرب وعلومه والشرق وفنونه، ثم لنسأل عن المعهد الذي لا يعرفون غيره وهو الأزهر الشريف، ألا يزال محروما من النظافة والنور؟ ألا تزال مصابيحه قذى في العيون؟ وكتبه عمى في القلوب؟
أرى طوفان هذا الغرب يطغى
وأهل الشرق سادته نيام
فإن لم يأتنا نوح بفلك
على الإسلام والشرق السلام
رفات شاعر
جاء في أنباء الشرق، أن حكومة العراق أجابت دعوة الأدباء هناك، وبنت قبة بديعة نقل إليها رفات الشاعر الخالد أبي تمام الطائي.
وأبو تمام أجدر الناس بأن يحتفل به بعد ألف سنة من وفاته! ولكنه احتفال بدفنه، لا بنشره، وابتهاج بموته لا بحياته.
وإذ كان هذا العمل دليلا على مبلغ الوفاء في أنفس القائمين به، فقد رأينا أن ندلهم على طريق أهدى؛ عساهم يسلكونه لو شرعوا في تكريم البحتري أو غيره من أساطين الأدب، وأقطاب البيان. وإن أقوم سبيل في رأينا للحفاوة بالشاعر بعد وفاته: هي أن تؤلف لجنة من أهل البصر بالشعر والنقد، فتشرح ديوانه، ثم تكتب عنه رسالة ممتعة، في بيان ما له وما عليه، وتحديد ما برع فيه غيره، أو قصر فيه عن سواه، ثم تذيع ذلك في جميع الأقطار العربية، ثم تترجمه - إن أمكن - إلى اللغات الحية؛ لينتفع بشعره القريب والبعيد.
فأما المقاصير والقباب فهي - فيما نرى - جهد ضائع، ولن يكون جمالها إلا أثرا يحج إليه الرسامون والحفارون، لا الكتاب والشعراء!
Неизвестная страница