أما - والله - إنه ليخيل إلي أن واوها أخذت من الوجد، ودالها من الوعد، وألفها من الدار، وعينها من الدمع، فكان أولها لهيبا، وآخرها نحيبا، ثم كان افتراق حروفها نذير الفراق، فأخلف الوعد وبعدت الدار.
وكنا جميعا قبل أن تظهر النوى
بأنعم حالي غبطة وسرور
فما برح الواشون حتى بدت لنا
بطون الهوى مقلوبة لظهور
الوداع؟! يا عجبا! وهل أبقت مني مواقفه المشجيات، ومشاهده المبكيات، ما أقدر به على استحضارها وتصويرها، اللهم إلا ما أعرف من نومي المطرود، وهمي الممدود، وذلي الموجود، وعزمي المفقود، ودمعي المسكوب، وقلبي المحروب، وصبري المغلوب، ثم ما أغص به من شماتة العذال، وما أشجى له من رحمة الأحباب؟
فلرحمة المتوجعين حزازة
في النفس مثل شماتة الأعداء
وما أعاني من حسرة في صباحي، ولوعة في مسائي، حتى عدت أضنى من جفن الحبيب، وأقل من نوم الرقيب.
فيا فوز لو أبصرتني ما عرفتني
Неизвестная страница