Чудеса и забавные истории
البدائع والطرائف
Жанры
زين العابدين :
أصبت، وليس بين البشر أدرى بالوحدة الدينية المجردة من آمنة العلوية، فهي في الناس على اختلاف طوائفهم كندى الصباح الذي يهبط من الأعالي وينعقد درا مشعشعا بين أوراق الأزهار المتباينة لونا وشكلا. نعم، هي كندى الصباح ... (يقف زين العابدين فجأة عن الكلام ويلتفت إلى الجهة الشرقية مصغيا، ثم ينتصب على قدميه ويومئ إلى نجيب أن ينتبه فيفعل هذا ممتثلا.)
زين العابدين (هامسا) :
هو ذا آمنة العلوية. (يرفع نجيب يده إلى جبهته كأنه أحس بحدوث تغيير في دقائق الهواء، ثم ينظر فيرى العلوية آتية، فتتغير ملامحه ويضطرب في داخله؛ ولكنه يبقى واقفا في مكانه كالتمثال ... تدخل آمنة العلوية وتقف أمام الرجلين وهي بهيئتها وحركاتها وملابسها أقرب إلى معبودات الشعوب الغابرة منها إلى امرأة شرقية في الزمن الحاضر. ومن الصعب تحديد عمرها بمجرد النظر إلى ملامحها، فكأن الشباب في وجهها يستر ألف سنة من المعرفة والاختبار. أما نجيب وزين العابدين فيظلان جامدين خاشعين متهيبين كأنهما بحضرة نبي من أنبياء الله ... وبعد أن تحدق العلوية إلى وجه نجيب كأنها تخترق بنظراتها صدره، تدنو منه وقد انبسطت ملامحها وابتسمت، وبصوت عذب تقول ...)
آمنة العلوية :
جئتنا أيها اللبناني متنسما أخبارنا مستفحصا حالنا. ولن تجد بنا إلا ما بك، ولن تسمع منا إلا ما عرفته في نفسك.
نجيب (مفعولا) :
ها قد رأيت وسمعت وصدقت واكتفيت.
العلوية :
لا تكن قنوعا بالقليل، فمن يرد ينابيع الحياة بجرة فارغة صرف بجرتين طافحتين. (تمد يدها إليه فيتناولها بكلتا يديه خاشعا محتشما ويقبل أطراف أصابعها مدفوعا بعامل خفي. تلتفت إلى زين العابدين وتمد يدها إليه، فيفعل هذا فعل نجيب، ثم تتراجع قليلا إلى الوراء، وتجلس على حجر منحوت أمام بيتها، وتشير إلى صخر قريب، وتقول لنجيب):
Неизвестная страница