Чудеса и забавные истории
البدائع والطرائف
Жанры
أصحفي يبيع فكرته ومبدأه في سوق النخاسين وينمو ويترعرع على ما يفرزه الاجتماع من أخبار المصائب والويلات، ونظير الشوحة الجائعة لا تهبط إلا على الجيف المنتنة؟ أم معلم واقف على منبر من منابر المدنية يستمد من مآتي الأيام مواعظ يلقيها على الناس بعد أن يتعظ بها هو نفسه؟
إن كنت الأول فأنت بثور وقروح، وإن كنت الثاني فدواء وبلسم ...
أحاكم يتصاغر أمام من ولاه ويستصغر من تولى عليهم، فلا يحرك يدا إلا ليضعها في جيوبهم، ولا يخطو خطوة إلا لمطمع له فيهم؟ أم خادم أمين يدير شؤون الشعب ويسهر على مصالحه ويسعى إلى تحقيق أمانيه؟
إن كنت الأول أنت زوان في بيادر الأمة، وإن كنت الثاني فأنت بركة في أهرائها.
أزوج يستبيح لنفسه ما يحرمه على زوجته، ويسرح ويمرح وفي حزامه مفتاح سجنها، ويلتهم ما يشتهيه حتى التخمة وهي جالسة في وحدتها أمام صحفة فارغة؟ أم رفيق لا يسير إلى أمر إلا ويده بيد رفيقته، ولا يفعل أمرا إلا ولها فيه فكرة ورأي، ولا يفوز بأمر إلا لتساهمه أفراحه وأمجاده؟
إن كنت الأول فأنت ممن بقي حيا من قبائل انقرضت وهي تسكن الكهوف وتلبس الجلود، وإن كنت الثاني فأنت في طليعة أمة تسير مع الفجر نحو ظهيرة العدالة والحصافة.
أكاتب بحاثة يشمخ برأسه إلى ما فوق رؤوسنا أما ما في داخل رأسه فيدب في هوة الماضي الغابر حيث ألقت الأجيال ما رث من أثوابها، ورمت ما لم يعد صالحا لها، أم فكرة صافية تتفحص محيطها لتعلم ما ينفعه وما يضره فتصرف العمر في بناء النافع وهدم المضر؟
إن كنت الأول فأنت سخافة مطرسة وبلادة مزركشة، وإن كنت الثاني فأنت خبز للجائعين وماء للظامئين.
أشاعر أنت يضرب الطنبور أمام أبواب الأمراء وينثر الأزهار في الأعراس، ويسير وراء الجثث الهامدة وبين فكيه إسفنجة مثقلة بالماء الفاتر، حتى إذا ما بلغ المقبرة ضغط عليها بلسانه وشفتيه، أم موهوب وضع الله في يده قيثارة يستولدها أنغاما علوية تجذب قلوبنا وتوقفنا متهيبين أمام الحياة وما في الحياة من الجمال والهول؟
إن كنت الأول فأنت من المشعوذين الذين لا ينبهون في نفوسنا سوى عكس ما يقصدون، فإن تباكوا نضحك، وإن مرحوا نكتئب، وإن كنت الثاني فأنت بصيرة مشعشعة وراء بصرنا، وشوق عذب في قلوبنا، ورؤيا ربانية في غيبوبتنا.
Неизвестная страница