به التأييد والتسديد قد شمّر ذيله واسهر ليله حليف النصب ضجيع التعب يأخذ مأخذه متدرّجا ويتلقّاه متطرّفا لا يظلم العلم بالتعسّف والاقتحام ولا يخبط فيه خبط العشواء في الظلام ومع هجران عادة الشرّ والنزوع عن نزاع الطبع ومجانبة الإلف ونبذ المحاكلة واللجاجة واجالة الراعي عن غموض الحقّ والتأتّي [١] بلطيف المأتى وتوفيقه النظر حقّه من التمييز بين المشتبه والمتّضح والتفريق بين التمويه والتحقيق والوقوف عند مبلغ العقول فعند ذلك إصابة [٢] المراد ومصادفة المرتاد وباللَّه التوفيق والرشاد، ولمّا نظر فلان أطال الله في طاعته بقاه وبلغ من العلوم مناه الى أحوال هذه الطبقة وما قد يقسمهم من الهمم وتوزّعهم من أنواع النحل وتصفّح مذاهبهم اشتاقت [٣] نفسه الى تحصيل الأصحّ من مقالاتهم وتمييز الأصوب من اشاداتهم فأمرنى لا زال أمره عاليا وجدّه صاعدا أن أجمع له كتابا في هذا الباب منحطّا عن درجة العلو خارجا عن حدّ التقصير مهذبا من شوائب التزيّد مصفّى عن سقاط الغسالات [٤]
_________
[١] . التالي MS.
[٢] . أصابه MS.
[٣] . واشتاقت MS.
[٤] . العسالات MS.
1 / 5