Врата ста уроков

Аллама аль-Хилли d. 726 AH
111

واعلم ان العلماء بعد اتفاقهم على القول بإرادة الله تعالى لوجود الممكن وعدمه اختلفوا فى أنها ما هى؟ فقال الحكماء هى علمه تعالى لوجود النظام الأكمل ويسمونه عناية ، وقالت الأشاعرة هى صفة زايدة مغايرة للعلم والقدرة توجب تخصيص أحد المقدورين بالوقوع ، وقال بعض المعتزلة هى عدم كونه مكرها ولا مغلوبا ، وبعضهم هى فى فعله تعالى العلم بما فيه من المصلحة ، وفى فعل غيره الأمر به. وقال أهل الحق واختاره جمهور المعتزلة هى العلم بالنفع والمصلحة الداعية إلى الإيجاد فى الفعل أو المفسدة الصارفة عنه فى الترك ، ويسمى الأول داعيا والثاني صارفا ، واستدل عليه بعض المحققين بأنها لو كانت أمرا آخر سوى الداعى والصارف يلزم التسلسل وتعدد القدماء ، لأن ذلك لو كان قديما لزم تعدد القدماء ولو كان حادثا احتاج إلى مخصص آخر ويلزم التسلسل.

وفيه نظر ، لأنه إنما يدل على كون الإرادة غير زايدة على الذات وأما على كونها عين الداعى والصارف فلا كما لا يخفى ، على أن تعدد القدماء غير مسلم عند الخصم ، إلا أن ينتهى الكلام على التحقيق.

الصفة الخامسة من الصفات الثبوتية أنه تعالى مدرك أطبق المسلمون حتى فلاسفة الإسلام على أنه تعالى مدرك أى سميع بصير ، لكنهم اختلفوا فى معناهما :

فقال جمهور المتكلمين : انهما صفتان زائدتان على العلم ، وقال بعضهم كالاشعرى والكعبى انهما عبارتان من علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات وهو الحق المختار عند المحققين. أما كونه مدركا فلأنه يصح أن يتصف بالإدراك الذي هو صفة الكمال ، وكلما يصح أن يتصف به من صفات الكمال فهو متصف به بالفعل ، فيكون متصفا بالإدراك بالفعل وهو المطلوب.

أما الصغرى فهى

** لأنه

** حى

** ، فيصح له تعالى أن يدرك.

وأما الكبرى فلأن الخلو عن صفة الكمال فى حق من يصح اتصافه بها نقص ، وهو على الله تعالى محال. وفيه نظر :

Страница 117