Врата ста уроков

Аллама аль-Хилли d. 726 AH
102

وقد جعل بعض الشارحين مجموع المقدمتين إشارة إلى دليل واحد على المطلوب ، وهذا وان كان ملائما لسياق الكلام ويؤيده قوله

** فيكون قدرته عامة

** الصفة

** الثانية

** أنه تعالى عالم.

قد يطلق العلم ويراد به مطلق الإدراك وهو الصورة الحاصلة عن الشيء عند الذات المجردة ، وهو بهذا المعنى يعم التصورات والتصديقات اليقينية وغير اليقينية ، وقد يطلق ويراد به التصديق اليقينى ، وقد يطلق ويراد به ما يتناول التصديقات اليقينية والتصورات مطلقا ، وهو بهذا المعنى يفسر بانه صفة توجب تميزا لا يحتمل النقيض ، بناء على ما زعموا من أنه لا نقيض للتصورات. والأولى حمله هاهنا على هذا المعنى لأنه المتبادر من لفظ العلم شرعا ولغة على ما قالوا ، ولان علم الله منحصر فى اليقين والتصور ، ويمكن حمله على المعنى الأول على أن يكون المراد بالصورة أعم من الصورة العقلية والخارجية ليشتمل العلم الحصولى والحضورى ، ضرورة أن علمه تعالى حضورى على ما حقق فى محله.

وإنما قدم العلم على الحياة لان إثباتها يتوقف على إثباته كالقدرة على ما ستطلع عليه

** ، لأنه

** فعل

** الأفعال

** المحكمة المتقنة

على لطائف الصنع وبدائع الترتيب وكمال الملايمة للمنافع والمصالح المطلوبة منها ، وكل من فعل ذلك

** فهو عالم بالضرورة

منيع ، مشتمل على ما فى الآفاق والأنفس من عجائب القدرة وغرائب الصنعة بحيث يتحير فيها العقول والأفهام ولا يفى بتفاصيلها الدفاتر والأقلام.

وأما الكبرى فبالبديهة كما يشير إليه قوله : بالضرورة وقد نبه عليه بأن من راى خطوطا مليحة وسمع الفاظا فصيحة موضحة عن معان صريحة واغراض صحيحة علم قطعا ان فاعلها عالم.

Страница 108