والمتأخرّين، وإذ كنت قد شيّدت من قبل فصول ما ذكرت، ووصوله بلمع من الكلام في المحكم والمتشابه والاستدلال بالشّاهد على الغائب، وبيان أسماء الله تعالى وصفاته، وما يجوز إطلاقه عليه أو يمتنع لأنّ أطراف هذه الأبواب متعلقة بموارد الآي التي تكلّفت الكلام فيها ومصادرها، ومستقية من العيون التي تحوم أطيارها حوله، وفي جوانبها ولأنّ الاشتغال به هو الغرض المرمي في تأليف حل هذا الكتاب وترتيبه، وتنسيقه هذا إلى غير ذلك مما خلا منه مؤلفات اللّغويين والنّحويين والباحثين عن طرائق العرب، وما يراعونه من معتقداتهم في الأنواء وغيرها، وإيمان من آمن منهم بالكواكب حتى عبدوها لما ألفوه من استمرار العادات بهم واطرادها على حد سالم من التبدّل والتحوّل.
ثم شرعت في الكتاب وتبويب معاطفه وتنويع أساليبه ومدارجه، وأستعين الله تعالى على بلوغ ما يزلف عنده، ويستحقّ به مزيد الإحسان وأصحاب التوفيق الكامل منه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
1 / 14