فقال الفتى خجلا: وهل كنا لنعقد وأنت غائب عنا؟
فوقعت كلمته في قلبه، ونظر إليه حينا يتأمل بناءه القوي ووجهه الصريح ومد إليه يده قائلا: مبروك يا قوية.
وقال كلمته بملء قلبه، فقد أحس نوعا جديدا من السعادة أن يرى ذلك الصديق الوفي سعيدا.
ثم قال له: وأين تعويضة؟
فقال الفتى باسما: تعد ثوب عرسها.
وعجب فؤاد إذ أحس عند ذلك هزة من سرور أخرى، كأن ما في قلب الفتى قد انتقل إلى قلبه.
وقال باسما: فهي إذن لاهية عنا.
فضحك قوية قائلا: وكيف تلهو عنك يا سيدي؟ لقد كانت طول هذا الشهر تسألني متى تأتي.
فقال فؤاد عاطفا: أبلغها تحيتي.
وتصورها عند ذلك واقفة إلى جانب علية الحسناء المنعمة، ألا ما أبعد الفرق بينهما! ولكن تعويضة كانت مع ذلك حسناء مثل زهرة الشوك في البرية، وحسبه منها أن ينظر إلى حسنها وأن يشفق على أنها سوف تذبل نضرتها في صحرائها، ثم تصوح وتذوي بغير أن تقع عين عليها.
Неизвестная страница