فقال فؤاد جادا: إذن لقد وضعت فيها كل قلبك.
فأجاب سعيد باسما: أما هذا فنعم، وضعت كل قلبي في هذه الصورة مرة حتى كان يخيل إلي أنني أعيش فيها.
فضحك فؤاد قائلا: إذن فأنت كامن في طي هذا الزنجي.
فأجاب سعيد: بل أنا هو يا فؤاد، كما أنني كل هذا الذي تراه هنا، فضحك فؤاد وهو ينظر نحو منظر ريفي.
فقال سعيد باسما: وهذا أيضا يا فؤاد، لا تخش أن تقول ما جال في نفسك، أنا كذلك في هذا الثور الذي تراه هناك هادئا يضطجع مجترا، انظر إلى هذه الصورة، وأشار إلى يساره.
فنظر فؤاد إلى صورة جميلة من الشوك تطل من بين أشواكها أزهار باسمة ناضرة لها ألوان لا يشبهها في روعتها شيء مما تقع عليه العين في البساتين الضاحكة.
ووقف فؤاد أمامها مشدوها.
فقال سعيد في نغمة رضى: أزهار الشوك يا فؤاد!
وتمتم فؤاد قائلا في غير وعي: أزهار الشوك!
وأخذ يتأملها بقلب واجف وهو يذكر داره القديمة العزيزة في النجيلة والكوم والفتاة البدوية ذات الجمال الوحشي تعويضة.
Неизвестная страница