Мои страницы... Моя жизнь (часть первая)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Жанры
قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ...
قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .
لم تكن «مس هيمر» تفهم شيئا من هذا، أو ربما كان تتفهم، لم أكن أعرف، كنت أظن أنها لا تعرف اللغة العربية، فما بال أن تفهم كلام الله في القرآن!
في النوم أفكر، هل ستدخل مس هيمر النار أو الجنة، في الحلم أراها تدخل الجنة بلا صوت كما تدخل الفصل، تصورت أنها لن تدخل النار، تصورت أن إبليس لا يعرف إلا اللغة العربية، مس هيمر لن تفهمه حين يوسوس لها.
كنت أظن أن مس هيمر لا تحيض مثل النساء المصريات، لا تبول أيضا، ترتدي دائما ملابس حريرية نظيفة مكوية، الياقة منشأة، شعرها الأصفر ملفوف بعناية لا يمكن للريح أن تطير شعرة واحدة من رأسها، وجهها متورد مشرب بحمرة الدم مثل الإنجليز.
كنت أظن أن مس هيمر أغنى من المأمور أو حتى الملك فاروق، سمعت من إسماعيل أفندي أن الله هو الذي يخلق الغني والفقير، تصورت أن الله يحب مس هيمر والإنجليز أكثر مما يحب ستي الحاجة والمسلمين؛ لأن الإنجليز أغنياء والمسلمين فقراء.
كانت معي في الفصل زميلة اسمها «حميدة» من عائلة الشقنقيري، ركبت في العيد عربة كارو، وراحت تغني مع الأطفال، كانت العربة تجتاز المزلقان، وجاء القطار، سقطت «حميدة» تحت العجلات، فقدت ساقيها الاثنتين، أصبحت تمشي على عكازين من الخشب، في حصة الألعاب الرياضية تجلس على الدكة في الفناء، تتطلع إلينا ونحن نجري، تغمض عينيها تتحسس ساقيها، تتصور أنهما من لحم ودم.
كنت أرى عكازيها مركونين إلى جواري في الفصل، القشعريرة تسري في جسدي، لم يكن في مقدوري النظر إلى جسد أصابه التشوه، كنت أتطلع إلى الأجسام الصحيحة الموفورة الصحة والحيوية.
لم أحب في المدرسة إلا حصة الموسيقى والألعاب الرياضية؛ تأخذنا «مس إيفون» إلى الفناء الواسع في الهواء الطلق والشمس، نلعب الباسكيت بول والفولي بول والبنج بونج. «مس إيفون» شابة مصرية، من الصعيد، بشرتها سمراء بلون بشرتي، قامتها تقترب من قامتي، ترتدي فستانا قصيرا فوق الركبتين، تلف خصرها النحيف بحزام جلدي عريض، شعرها قصير مجعد تلفه بشريط عريض من التافتاه، حذاؤها من الجلد المطاط بدون كعب، خطوتها سريعة تشبه القفز، شفتاها منفرجتان عن ابتسامة عريضة تكشف عن أسنان بيضاء كبيرة تشبه أسنان أمي.
غرفة الموسيقى كانت في مؤخرة الفناء، يتربع البيانو الأسود الكبير ذو المفاتيح البيضاء، تجلس «مس إيفون» على المقعد الصغير «بدون ظهر » أمامها النوتة، أجلس إلى جوارها أتعلم العزف وأغني:
Неизвестная страница