وقولي لها: إنك اتساق بين الجمال والحب، فحين تهدى زجاجة العطر من محب إلى حبيبته فإنما هو يهدي إليها الوسيلة التي تخلق حول جسمها الجميل الفاتن جو قلبه العاشق المفتون، ولو تجسم هذا المعنى حينئذ فتمثل فنظره ناظر، لرآها هي محاطة بشخص أثيري ذائب من الهوى واللوعة يفور حولها في الجو ويسطع
3
ولذلك يا زجاجة العطر أرسلتك ... •••
أيها العطر! كانت أزهارك فكرة من فن الحسن توثبت وطافت زمنا على مظاهر الكون الجميلة، كي تعود آخرا فتكون من فن الحب، وفي ذلك مازجت الماء العذب، ولامست أضواء القمر والنجوم، وخالطت أشعة الشمس، واغتسلت بمائة فجر منذ غرسها إلى إزهارها؛ لتصلح بعد ذلك أن يمس عطرها جسم الحبيبة، ويكون رسالة حبي إليها!
أيها العطر! لقد خرجت من أزهار جميلة، وستعلم حين تسكبك هي على جسمها الفاتن أنك رجعت إلى أجمل من أزهارك، وأنك، كالمؤمنين تركوا الدنيا، ولكنهم نالوا الجنة ونعيمها ...!
ما نفع رقة روحي؟
يا من لنضو طريح
مجمع من حطام
1
بقية من سلو
Неизвестная страница