قالت: «هذا هو ما جال بفكري، ولكن هذه الليلة ليست لمثل هذا التجول. فالمطر يهطل وابلا، وقامت الريح شديدة.»
الريح؟ هذا حقيقي. كانت تهب عاصفة وترعد داخل المدخنة، فكيف يبقى ستيفن خارج البيت في مثل هذه الريح، ولا يعلم أنها تهب؟
قالت راشيل: «كنت هنا مرة، قبل اليوم، يا ستيفن. استدعتني صاحبة بيتك، في وقت العشاء، وقالت إن زوجتك مريضة .. كانت زوجتك تعمل معي ونحن فتاتان صغيرتان، وكنت صديقتها؛ لذا حضرت لأعمل القليل الذي يمكنني عمله، حاولت أن تنتحر في هذا الصباح.»
سار ستيفن ببطء نحو كرسي، وجلس، وهو مطأطئ الرأس، وراشيل تعتني بالجروح التي في رقبة زوجته فوضعت قطعة من الشاش في حوض، وسكبت في الحوض سائلا من زجاجة، ثم وضعت قطعة الشاش برفق فوق الجروح. وكان هناك نضد صغير إلى جانب السرير، فوقه قارورتان إحداهما التي سكبت راشيل منها السائل.
لم تكن الزجاجة بعيدة عن ستيفن، وإذ كان يتابع يدي راشيل بعينيه، أمكنه أن يقرأ ما كتب عليها بحروف كبيرة «سم. لا تشرب» فامتقع لونه جدا، وتملكه رعب فجائي.
فقالت راشيل، في هدوء: «سأبقى هنا يا ستيفن حتى تدق الأجراس معلنة الساعة الثالثة، يجب أن أغسل جروحها، مرة ثانية، في ذلك الوقت. وبعدئذ يمكن تركها حتى الصباح.»
فقال ستيفن: «ولكن، ماذا عن راحتك في هذه الليلة؟ عليك أن تعملي بالمصنع غدا.»
قالت: «نمت جيدا في الليلة الماضية، وبوسعي أن أبقى متيقظة لعدة ليال، أنت الذي بحاجة إلى الراحة. لونك ممتقع جدا ويبدو عليك التعب. حاول أن تنام على ذلك الكرسي، بينما أظل أنا يقظى.»
سمع ستيفن قصف الريح تزمجر في الخارج وبدا كأن إحساساته الغاضبة، تحاول النيل منه، ولكن راشيل عملت على تهدئة هذه الإحساسات، وكان يثق في أن بمقدورها أن تحميه من نفسه.
قالت راشيل: «إنها لا تعرفني يا ستيفن، إنها مريضة جدا، فعندما تثوب إلى رشدها، مرة أخرى أكون قد فعلت ما في مكنتي، دون أن تعرف إطلاقا .. قال الطبيب إنها ستعود إلى عقلها السليم غدا.»
Неизвестная страница