فاكتفى برد التحية بحركة من يده، وتساءل: من هؤلاء؟ - آل حمدان يا حضرة الناظر. - من أذن لهم بالدخول في بيتي؟
فقال حمدان بدهاء: إنه بيت ناظرهم، فهو بيتهم، وهم في حماه.
فلم يلن وجه الأفندي وقال: تحاول الاعتذار عن سوء سلوككم؟!
وضاق دعبس بتأدب حمدان فقال: نحن أسرة واحدة، جميعنا أبناء أدهم وأميمة.
فقال الأفندي بامتعاض: ذاك تاريخ مضى، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
فقال حمدان: نحن في كرب من الفقر وسوء المعاملة، فاجتمع الرأي بيننا على اللجوء إليك لتفرج كربنا.
وهنا قالت تمر حنة: وحياتك عيشتنا تقرف الصراصير.
فقال دعبس بصوت ارتفع درجات: أكثرنا متسولون، أطفالنا جياع، وجوهنا متورمة من صفع الفتوات، أيليق ذلك بأبناء الجبلاوي ومستحقي وقفه؟!
فتقبضت يد الأفندي على المسبحة وهتف: أي وقف يا هذا؟
حاول حمدان أن يمنع دعبس من الكلام، ولكنه اندفع قائلا كمن لطشت الخمر رأسه: الوقف الكبير، لا تغضب يا حضرة الناظر، الوقف الكبير الذي يملك حارتنا من أولها إلى آخرها، ويتبعه كل حكر في الخلاء المحيط، وقف الجبلاوي يا حضرة الناظر.
Неизвестная страница