فقال الرجل بتأثر غير خاف: لعلك أنت وأهلك بخير. - الحمد لله يا عم كريم.
فقال الرجل برقة: أود أن أعرب لك عما بنفسي، ولكني كلفت فقط بأن أبلغك بأن سيدي الكبير يدعو ابنك همام إلى مقابلته فورا.
وساد الصمت، فتبادلوا النظرات، ولفتهم الحيرة، وإذا بصوت يتساءل: همام وحده؟
والتفتوا ساخطين نحو إدريس الذي بدا عن كثب وهو يصغي، غير أن عم كريم لم يجب، ورفع يده تحية ورجع صوب البيت الكبير تاركا الجميع في ظلام. وتغيظ إدريس منه فصاح به: أتتركني بلا جواب يا ابن اللئيمة؟
وأفاق قدري من ذهوله فتساءل غاضبا: لماذا همام وحده؟
فردد إدريس تساؤله: نعم، لماذا همام وحده؟
فقال له أدهم، ولعله وجد في مخاطبته متنفسا عن أزمته: عد إلى كوخك ودعنا في سلام. - سلام؟! إني أقف حيث أشاء.
وتطلع همام إلى البيت الكبير صامتا، وقلبه يخفق بشدة خيل إليه معها أن المقطم يردد صداه. وقال له أبوه بتسليم: اذهب يا همام إلى جدك مصحوبا بالسلامة.
فالتفت قدري إلى أبيه يسأله بحدة وتحد: وأنا؟ ألست ابنك مثله؟ - لا تتكلم كما يتكلم إدريس يا قدري، إنك ابني مثله بلا أدنى ريب، ولا لوم علي فلست أنا الداعي.
فقال إدريس محتجا: ولكن بوسعك أن تمنع تمييز أخ عن أخيه. - هذا شأن لا يعنيك (ثم مخاطبا همام) يجب أن تذهب، وسيأتي دور قدري، إني واثق من ذلك.
Неизвестная страница