في الضحى زغردت سيدة.
وسرى النبأ السعيد في الحواري المجاورة.
ثم شهد سوق المقطم وحيه زفة جبل.
36
قال البلقيطي بلهجة انتقاد ساخرة: لا يجمل بالرجل أن يركن إلى حياة الأرنب والديك! وها أنت ذا لم تتعلم شيئا وأوشكت نقودك أن تفرغ!
كانا يجلسان على فروة أمام باب الدار، وكان جبل يمد ساقيه على الرمال المشمسة تلوح في عينيه الغبطة والدعة فالتفت إلى حميه وقال باسما: عاش أبونا أدهم ثم مات وهو يتمنى الحياة البريئة اللاهية في الحديقة الغناء!
فضحك البلقيطي ضحكة مرتفعة ونادى بأعلى صوته: يا شفيقة! أدركي زوجك قبل أن يقتله الكسل.
فظهرت شفيقة على عتبة الباب وهي تنقي عدسا في طبق على يدها وقد لفت رأسها بخمار أرجواني أكد صفاء وجهها. تساءلت دون أن ترفع عينيها عن الطبق: ما له يا أبي؟ - يتمنى شيئين؛ «رضاك وحياة بلا عمل.»
فضحكت متسائلة في إنكار: وكيف يجمع بين إرضائي وقتلي جوعا؟
فقال جبل: هذا سر الحاوي!
Неизвестная страница