Иллюзии разума: чтение «Нового органона» Фрэнсиса Бэкона
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Жанры
بمساعدة التجارب وبمقارنتها مع أجسام أخرى، وردها إلى الطبائع البسيطة وصورها التي تلتقي وتمتزج في المركب، وباختصار: علينا أن ننتقل من «فولكان»
Vulcan
إلى «منيرفا»
Minerva
إذا شئنا إلقاء الضوء على النسيج الحقيقي والبنية الحقيقية للأجسام التي تعتمد عليها كل خاصية خفية (أو كما يقولون نوعية) وكل فعالية للأشياء، ومنه أيضا يمكن أن نستمد كل قاعدة للتغيير الفعال والتحويل المؤثر.
علينا مثلا أن نسأل بإزاء كل جسم ما الروح
85
الموجودة فيه وما الماهية العينية؛ أما عن الروح فينبغي أن نعرف ما إذا كانت وفيرة غزيرة أم ضئيلة واهية، خفيفة أم كثيفة، هوائية أم نارية، نشطة أم بليدة، ضعيفة أم قوية، متقدمة أم متراجعة، منقطعة أم مستمرة، متآلفة مع البيئة الخارجية أم متنافرة، وبالمثل نتناول الماهية العينية (وهي ليست أقل تنوعا من الروح) بشعرها وأليافها ونسيجها المتنوع، وكذلك توزع الروح خلال الكتلة الجسمية بثقوبها ومساراتها وعروقها وخلاياها، والمراحل أو المحاولات الأولى البدئية لجسم عضوي، فهنا أيضا - وبالتالي في كل كشف لبنية كامنة - فإن المبادئ الأولية بالتأكيد هي التي تلقي الضوء الذي يبدد كل ظلام ويكشف كل غموض. (10) بعد أن وضعنا هدف المعرفة علينا أن نمضي قدما إلى قواعدها، وفي أوضح نظام وأقومه، تشتمل اتجاهاتي لتفسير الطبيعة على قسمين عريضين: الأول يتعلق بكيفية استخلاص المبادئ من الخبرة، والثاني يتعلق باستنباط تجارب جديدة من المبادئ؛ ينقسم الأول بثلاثة طرق إلى ثلاث مهام: مهمة الحواس، ومهمة الذاكرة، ومهمة الذهن أو العقل.
علينا أولا أن نعد تاريخا طبيعيا وتجريبيا وافيا ودقيقا، فهذا هو أساس المشروع كله؛ إذ إن علينا ألا نخترع أو نتخيل ما تقوم به الطبيعة أو تخضع له، بل أن نكتشفه.
غير أن التاريخ الطبيعي والتجريبي هو من التنوع والتشتت بحيث يربك العقل ويشتته، ما لم يتم تنسيقه وعرضه بتنظيم ملائم؛ ولذا فإن علينا أن نكون قوائم وترتيبات للشواهد، بطريقة أو نظام يمكن العقل من التعامل معها.
Неизвестная страница