83

Начало осени

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Жанры

لم تقل بمكر إنه يجب ألا يتحدث بهذا الأسلوب. لقد كان جزءا من جاذبيتها أنها تتمتع بصدق وذكاء شديدين يمنعانها من أن توقفه بهذا النوع من الدلال. كان قد اكتفى من دلال النساء الرخيصات وسئمه منذ زمن طويل. بالإضافة إلى ذلك، لقد أرادت هي نفسها الأمر أن يكون «هكذا» وأدركت أنه من الحماقة أن تتظاهر بغير ذلك مع أوهارا؛ لأنه عاجلا أم آجلا سيكتشف الأمر دوما. لم يكونا طفلين، لم يكن أي منهما كذلك. كانا يعرفان ما يفعلانه، ويعرفان أنه خطير، بل ومتهور؛ لكن الشعور بالإثارة كان ما يجعل المغامرة لا تقاوم لكليهما على حد سواء.

لوقت قصير، ركبا حصانيهما في صمت، وأخذا يرقبان الحوافر الداكنة للحصانين وهي ترسل للأعلى زخات صغيرة من الندى المتلألئ من العشب والنفل اللذين يصل طولهما إلى الركبة، وبعد قليل بينما كانا يبتعدان عن الحقول ويمضيان في الدرب المؤدي إلى غابة أشجار البتولا، ضحك وهو يقول: «أدفع بنسا مقابل أن تطلعيني على أفكارك.»

أجابته مبتسمة: «لن أبيعها ولو بملايين.» «لا بد من أنها ثمينة جدا.» «ربما ... ثمينة لي، وليس لأحد سواي.» «لا أحد على الإطلاق ...» «كلا ... لا أظن أنها ستهم أي أحد. فهي ليست مبهجة للغاية.»

عند هذا، لاذ بالصمت مرة أخرى، باديا عليه التفكير العميق والإحباط.

لبعض الوقت أخذت تراقبه، وبعد قليل قالت: «يجب ألا تعبس في صباح كهذا.» «لست عابسا ... كنت فقط ... أفكر.»

ضحكت. ثم قالت: «أدفع بنسا مقابل أن تطلعني على أفكارك.»

لم يضحك. وإنما تحدث بحرارة مفاجئة: «هي أيضا تستحق الملايين ... بل أكثر من ذلك ... لكني سأشاركها معك. ما كنت لأشاركها مع أحد غيرك.»

وإثر سماعها لنغمة صوته، غمرت أوليفيا موجة سخيفة من السعادة. وقالت في نفسها: «أشعر بأنني شابة وأتصرف بسخافة وأستمتع بوقتي.»

ثم قالت جهرا: «ليس معي بنس، ولكن هل تثق بي حتى آتيك به غدا؟»

عندئذ التفت إليها فجأة، وقد زال الخجل وحلت مكانه عاطفة أقرب إلى الانزعاج والغضب. ثم سألها: «ولماذا تدفعي مقابلا لها؟ أنت تعرفين جيدا ماهيتها. لم تنسي ما قلته لك في الفناء بمنزل «بروك كوتيدج» ... يزداد صدقه يوما بعد يوم ... كل ما قلته.» وعندما لاحظ عليها الجدية المفاجئة، أردف قائلا: «وماذا عنك؟» «تعرف مدى استحالة الأمر.» «لا شيء مستحيل ... لا شيء. بالإضافة إلى ذلك، أنا لا أقصد الصعوبات. فتلك ستأتي في وقت لاحق ... لا أقصد سوى المشاعر.» «ألا ترى أنني معجبة بك؟ ... يجب أن أكون معجبة بك وإلا ما كنت لآتي بمفردي هذا الصباح.»

Неизвестная страница