ذلك ما اعترف به العقاد في حب «مي» التي كان يسميها «هند» في شعره وكتابته، وهو حب روحي نزيه تسوده البراءة والطهر. فلما عاد من لبنان، اتصلت به تليفونيا لتهنئه بالعودة، وتدعوه للقاء كعادتهما قبل السفر. وصادف أن «سارة» كانت موجودة عند العقاد، ولم يكن هو بجوار التليفون، فردت عليها «سارة» ردا أيقظ في نفسها الشك والقلق، وشعرت بأن هناك فتاة أخرى تشاركها حبها وتنازعها هواها، ولم تكن تعتقد الرهبانية في «العقاد»، ولا تزعم بينها وبين وجدانها أنه معزول عن النساء، ولكنها لم تكن تحفل باتصاله بالنساء ما دام اسمهن نساء، لا يلوح بينهن شبح غرام بامرأة واحدة غيرها!
وساوس الهجر
فلما شعرت بأن هناك امرأة أخرى يحبها غضبت، وامتنعت مدة عن محادثته بالتليفون، فأرسل إليه رسالة منظومة بعنوان «وساوس الهجر» جاء فيها:
قلت للقلب، وهو جد عجول
يشتكي بعدها، ويبغي الشفاء
إن يكن عندها هواك فدعها
سوف ترجو كما رجوت اللقاء
أو يكن عندها قلاك فدعها
تضمر القرب أو تطيل الجفاء
لست يا قلب خاسرا أن تولت
Неизвестная страница