369

آثار ابن باديس

آثار ابن باديس

Редактор

عمار طالبي

Издатель

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Издание

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Год публикации

١٩٦٨ ميلادية

Жанры

-٢ -
القرآن العظيم:
﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (١).
ــ
المناسبة والإرتباط:
لما بينت الآية السابقة وجوب الإستئذان عند إرادة الإنصراف من مجلسه ﵊ بينت هذه الآية وجوب تلبية دعوته إذا دعا، وفضحت حالة الذين يتسللون غير مستأدنين وحذرت من فعلهم وأوعدت الوعيد الشديد المخالفين أمثالهم.
الألفاظ:
الدعاء: النداء وطلب الإقبال للحضور. بينكم: في اعتقادكم ومعاملتكم. يتسللون:. يذهبون قليلًا قليلًا من الجماعة متخفين. لواذًا: ملاوذة بأن يلوذ هذا بهذا ويلوذ هذا بهذا متسترًا به حتى لا يرى عند خروجه. فليحذر: فليتيقظ، وليتحرز. وذلك باجتناب المخالفة. يخالفون عن أمره: يصدون ويعرضون عن طريقته وسنته ومنهاجه وما كان عليه من سير في الحياة. الفتنة: البلاء بأنواع النقم أو بنعم تستدرج إلى النقم، هذا معنى الفتنة لأنها ذكرت في مساق الوعيد. عذاب أليم: في الآخرة.
المعنى:
لا تنزلوا دعاء الرسُول لكم إذا دعاكم إلى الحضور عنده منزلة

(١) ٦٣/ ٢ النور.

1 / 372