184

آثار ابن باديس

آثار ابن باديس

Исследователь

عمار طالبي

Издатель

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Номер издания

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Год публикации

١٩٦٨ ميلادية

Жанры

هذه موعظة، ويقول تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ﴾ (١). هذه أيضًا موعظة. ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ﴾ (٢) هذه حكمة. ﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (٣). هذه موعظة. ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ، حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ (٤)، هذه حكمة. ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ (٥) هذه موعظة. وهكذا تمتزج الحسنة بالحكم البالغة في آيات القرآن الكريم فتتبعها في جميع سوره تجدها وتدبرها تقع منها على علوم جمة وأسرار غزيرة.
حسن الموعظة:
الموعظة التي تحصل المقصود منها من ترقيق للقلوب للحمل على الإمتثال لما فيه خير الدنيا والآخرة هي الموعظة الحسنة. وإنما يحصل المقصود منها إذا حسن لفظها بوضوح دلالته على معناها. وحسن معناها بعظيم وقعه في النفوس، فعذبت في الأسماع واستقرت في القلوب وبلغت مبلغها من دواخل النفس البشرية فأثارت الرغبة والرهبة

(١) ٨/ ٤ النساء.
(٢) ٩٤/ ١٦ النحل.
(٣) ٩٤/ ٢٦ النحل.
(٤) ٣٠/ ٢٢ - ٣١ الحج.
(٥) ٣١/ ٢٢ الحج.

1 / 187