249

Следы первопроходцев в упорядочении государств

آثار الأول في ترتيب الدول

Жанры

وانصرف المنذر فبقى بهرام عند أبيه لا يصرفه(1) في أمر ولا يوسع عليه فى نفقة ويحجبه ويقصيه ويغض منه، فصبر حتى ورد رسول الروم إلى يزدجرد فساله بهرام أن يشفع له عند والده أن يطلق سراحه ليعود إلى العرب، فانه قد اشتاق إليهم، فاذن له، فانصرف فاقام مكرما عند المنذر حتى مات والده يزدجرد، فاجتمعت عظماء الفرس على رجل من أهل بيت المملكة يسمى كسرى فولوه عليهم لكراهيتهم1 في يزدجرد لسوء سيرته، ولم يريدوا بقاء الملك على ولده.

فليا بلغ المنذر ذلك أعلم بهرام وقال له: هل تنهض لآخذ الملك لك، فإنى أجمع العرب وأسير معك، فقال: إن تفعل تجزيه، فجمع عساكر العرب وسار حتى أناخ(3) بمدينة ملك الفرس، فخرج إليه المرازبة والعظماء وقالوا له: نحن قد أنعم الله علينا بالخلاص من يزدجرد وظلمه وعسفه (1)، ونخشى أن يكون ولده على سيرته، وقد قلدنا هذا الملك أمورنا، فلا يكن من قبلك إلينا شر.

فقال لهم: اجتمعوا إلى بهرام واسمعوا كلامه واشرطوا عليه ما تريدون، فان اتفق ما يرضيكم وإلا عدت، فوعدهم ليوم اجتمعوا فيه لذلك، وكان المنذر قد صنع لهم طعاما وشرابا واجلس بهرام على تخت من وراء حجاب(5)، ثم تكامل جمعهم وفرغ أكلهم، أمر برفع الحجاب والسلام عليه، فاحسن الرد عليهم وخطبهم خطبة بليغة فارسيه، ووعدهم فيها بالجميل والخير والفضل واتباع الشرع، ثم قال: وأما طلبي الملك فليس بمجرد

Страница 299