فالتقياه وأخذاه، فلما حضر الرجل على عادته أتوا بأبي مجمر مشويًا وذكر خبر النسناس في وبار أبسط من هذا.
شعب
جبل باليمن فيه بلاد وقرى، يقال لأهلها الشعبيون، قتل بها الشنفرى فقال تأبط شرًا وهو خال الشنفرى:
إنّ بالشّعب من دون سلع ... لقتيلًا دمه ما يطلّ
منها أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، كان عالمًا ورعًا فريد دهره، ولي القضاء من قبل عبد الملك بن مروان، بعثه إلى الروم رسولًا فأدخلوه على الملك من باب لص حتى ينحني للدخول، فيقولون: خدم للملك، فعرف الشعبي ذلك فدخله من خلفه، فلما رأى صاحب الروم كمال عقله وحسن جوابه وخطابه قال له: أمن بيت الخلافة أنت؟ قال: لا، أنا رجل من العرب. فكتب إلى عبد الملك: عجبت من قوم عندهم مثل هذا الرجل وولوا غيره أمرهم! فقال عبد الملك للشعبي: حسدني عليك أراد أن أقتلك! فقال الشعبي: إنما كهر أمير المؤمنين لأنه لم يرك! فقال: لله درك ما عدا ما في نفسي.
وحكي أن الشعبي جلس يومًا للقضاء فاحتكم إليه زوجان، وكانت المرأة من أجمل النساء، فأظهرت المرأة حجتها. فقال للزوج: هل لك ما تدفع هذه؟ فأنشأ يقول:
فتن الشّعبيّ لمّا ... رفع الطّرف إليها
فتنته بدلالٍ ... وتخطّى حاجبيها
قال للجوّار قرّب ... ها وقرّب شاهديها
فقضى جورًا على الخص ... م ولم يقض عليها
1 / 48