Атхар аль-Дауах аль-Ваххабийя фи аль-Ислах аль-Дини ва аль-Умрани фи Джазират аль-Араб ва Гаирига

Мухаммад Хамид аль-Фики d. 1378 AH
58

Атхар аль-Дауах аль-Ваххабийя фи аль-Ислах аль-Дини ва аль-Умрани фи Джазират аль-Араб ва Гаирига

أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها

Исследователь

*

Издатель

*

Номер издания

١٣٥٤

Жанры

وصلوا غار يعقوب، فذهب الجند إلى الشيخ، وسأله رئيسهم عن وجهته. ١٤١ - وكان الشيخ قد فكر في أي البلاد تجد الدعوة مأمنا، ومنبتا طيبا، فوقع طائر فكره على الدرعية، لأنه كان له بها تلاميذ ومحبون، أظهرهم محمد بن سويلم العريني، فقال الشيخ لهم: أريد الدرعية، فقالوا له: سر إليها، فخرج من العيينة كسيرا حزينا، خاشع البصر، يكاد ينوء بما أصابه في مخرجه هذا من أرزاء وبلاء. ١٤٢ - ولعله ذكر حينئذ مخرج رسول الله ﷺ من الطائف حين طرده أهلها، وقد جاء يدعوهم إلى الفلاح والسعادة، وعزَّ الدنيا والآخرة، فأبى عليهم شيطانهم هذه النعمة المساقة إليهم، وأغروا به سفهاءهم يشتمونه بمقذع القول، ويرمونه بالحجارة، وهو يقول: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهوَاني على الناس، يا أرحم الراحمين". ١٤٣ - خرج الشيخ ذلك المخرج من العيينة يسير على رجليه، ووراءه أولئك الجند القساة يسوقونه أمامهم، ويرهقونه بخيلهم، ويتربصون به المكان الذي تواعدوا عنده على قتله، كأمر سيدهم ابن معمر، ولكن الله غالب على أمره، ولا حول ولا قوة إ، لا بالله العلى العظيم. ١٤٤ - سار الشيخ في يوم قائظ تحت وهج الشمس المحرق، وليس معه إلا مروحته، والفرسان من ورائه يجهدونه متعجلين، والشيخ لا يلتفت إليهم لأنه في شبه غيبوبة من تأثره، وكلما استحكمت الشدة، وألحت الكوارث كلما ألجأ ذلك المؤمنين إلى ربهم، فصدقوا قلوبهم معه، ووثَّقوا توكلهم

1 / 58