استناني يا توفيق، أنا راجع حالا، أنا راجع، أنا ... أنا لازم راجع ... (يخرج بخطوات مترنحة.)
زكية (في ألم) :
يا خسارة الناس الكويسة اللي عندها قلب، يا بخت الناس اللي ماعندهاش قلب، تاكل وتشرب وتنام وبالها رايق، ومش حاملة هم، إنما اللي عنده قلب يا ويله، يعيش متعذب مهموم، وهموم الناس هي همومه، وهموم الدنيا كلها فوق دماغه، ما يقدرش يقول كلمة وأنا مالي، ما يقدرش، ما يقدرش يرتاح وغيره تعبان، وما يقدرش ياكل وغيره جعان مش لاقي اللقمة.
توفيق :
شرف الدين مات وارتاح، ومنصور لقه حاجة تريحه وتنسيه، إنما أنا يا زكية، أنا مش لاقي أي علاج.
زكية :
وشهدي يا توفيق، ماجبتش سيرته ليه؟ شهدي اللي بينزف من جرحه كل يوم كبشة دم؟ ولا كمنه تمورجي وغلبان؟ والغلابة اللي ماتوا، واللي لسه حيموتوا، دول كلهم وانت لسه ساكت يا توفيق؟ لسه ساكت ... يا قلبك! (توفيق ينهض ويسير في الحجرة في قلق وحيرة.)
توفيق :
رأسي، مش قادر يا زكية، فيه مخاوف كتيرة جوايا، وكل ما أفكر إني أقول حاجة تقولي اشمعنى يعني انت دونا عن الكل تقول، ما كلهم عارفين وساكتين أحسن منك وأكبر منك وساكتين، اشمعنى يعني انت، يعني انت اللي حتصلح الكون، ولا يعني عاوز تبقى بطل؟ وانتي عارفة يا زكية، أنا دكتور صغير على أد حالي، ولانيش بطل ولا حاجة، زائد إن الزمن بتاعنا ده مش بتاع بطولات فردية.
زكية :
Неизвестная страница