أصول بلا أصول
أصول بلا أصول
Издатель
دار ابن الجوزي
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Место издания
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Жанры
إلي درجات يضيق عنها نطاقُ النطق" (١). اهـ.
* المناقشة:
هذا الدليل مردود من وجهين:
١ - أن اللَّه ﷾ حينما بعث نبيه ﷺ أنزل عليه القرآن، وآتاه الحكمة؛ فحدَّ الحدود، وبيَّن الشرائع والأحكام، فما دلت الشريعة المطهرة على إثباته أثبتناه، وما دلت على نفيه نفيناه، وما اختُلِفَ فيه رُدَّ إلى كتاب اللَّه وسنَّة رسوله ﷺ إذ هما المرجع في هذا الباب؛ قال اللَّه ﷾: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ الآية [النساء: ٥٩]، ولم يمت النبيُّ ﷺ إلا وقد أكمل اللَّه به الدين، وأتم به على عباده النعمة؛ كما قال ﷿: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣].
ولم يرد في القرآن شيء يدل على رؤية النبي ﷺ يقظة بعد موته في الدنيا، وكذلك لم يرو شيء في السنَّة المطهرة، وأما الحديث السابق فقد بيَّنَّا آنفًا بطلان الاستدلال به على رؤيته ﷺ يقظة بعد موته، ووجه الحق فيه، واللَّه أعلم.
٢ - إن اللَّه -تَعَالَى- قد حفظ كتابه، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، وقد عصم اللَّه نبيه ﷺ فلا يُبَلِّغ عن ربه إلا الحق: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٣، ٤].
وكلام العلماء يُؤْخَذُ منه وُيرَدُّ، مهما بلغت منزلتهم علمًا وتقوى وورعًا، فهم مقيدون بالكتاب والسنَّة؛ إذ هما المِحَكُّ؛ فما وافقهما قُبِلَ، وما خالفهما رُدَّ، وعبارات العلماء في هذا المعنى كثيرة.
(١) "المنقذ من الضلال" ص (٣١)، وانظر: "أبو حامد الغزالي والتصوف" للشيخ عبد الرحمن دمشقية (١٥٩ - ١٧٨).
1 / 152