129

أصول بلا أصول

أصول بلا أصول

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Место издания

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Жанры

ب- ذِكرُ أَدلَّتِهِمْ وَمُنَاقَشَتُهَا:
الدَّلِيلُ الأَوَّلُ:
يستدل التجانيون على إمكان رؤية النبي ﷺ يَقَظَةً بعد موته في الدنيا بما رواه أبو هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "مَنْ رآني فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَاني فِي اليَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي" (١)، قالوا: فالحديث صريح في رؤية النبي ﷺ يَقَظَةً بعد موته في الدنيا، قال ابن أبي جمرة: "ودعوى الخصوص بغير مخصِّص منه ﵇ تَعَسُّفٌ" (٢).
ومناقشة هذا الاستدلال من وجوه:
الأول: من حيث لفظ الرواية:
(١) جاء الحديث من عدة طرق عن أبي هريرة إحداهن باللفظ المذكور آنفًا:
"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي"، وأما سائر الطرق:
ففي إحداهن: "ومَن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل صورتي" (٣).
وفي الثانية: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي" (٤).

(١) رواه البخاري (١٢/ ٣٨٣ - فتح)، رقم (٦٩٩٣)، واللفظ له، ومسلم (١٥/ ٢٦ - شرح النووي)، وأبو داود (١٣/ ٣٦٦ - عون).
(٢) "رماح حزب الرحيم" (١/ ٢٠٥).
(٣) رواه من طريق أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: البخاري رقم (٦١٩٧)، والإمام أحمد (١/ ٤٠٠)، (٢/ ٤٦٣).
(٤) رواه من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: مسلم في "صحيحه" (١٥/ ٢٤ - نووي)، والإمام أحمد (٢/ ٤١١، ٤٧٢).

1 / 134