Помощь бенефициару в объяснении книги единобожия

Салих Фаузан d. 1450 AH
73

Помощь бенефициару в объяснении книги единобожия

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Издатель

مؤسسة الرسالة

Номер издания

الطبعة الثالثة

Год публикации

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Жанры

الركوع والسجود؛ من أجل أن يوصف بأنه صاحب طاعة، وإذا صلى وحده نقر الصلاة، وخفّفها، والإخلاص: أن الإنسان يقصد بعمله وجه الله، ولا يقصد بذلك طمعًا من مطامع الدنيا، أو مدحًا، وثناءً من الخلق، ولا يستمع إلى لومهم إذا لاموه في طاعة الله. قالوا: فلان متشدّد، فلان كذا، ما دام أنه على الطريق الصحيح، وعلى السنة، فلا يضره ما يقوله الناس، ولا تأخذه في الله لومة لائم. الصفة الثالثة: ﴿حَنِيفًا﴾ والحنيف من الحَنَف وهو في اللغة: الميل، والمراد به هنا: الإقبال على الله، وأنه مُعرض عن الناس مُقبل على الله ﷾، يطلب الخير أمن الله وحده. الصفة الرابعة: ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ وهذا محل الشاهد من الباب، ومعناه: أنه تبرّأ من المشركين، براءة تامة، أي: قطع ما بينه وبين المشركين من المودّة من أجل الله ﷾، لأنهم أعداء الله، والمؤمن لا يحب أعداء الله. فإبراهيم ﵇ لم يكن من المشركين لا بقليل ولا بكثير، قطع صلة المحبة بينه وبينهم، أما صلة التعامل الدنيوي في المصالح المباحة فهذا شيء آخر، إنما المراد قطع صلة المحبة والموالاة والمناصرة، هذا هو المطلوب، أما التعاون الدنيوي فيما فيه نفع للمسلمين، فهذا لا بأس به، يوضِّح هذا قوله في الآية الأخرى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ يعني: من أتباعه ﴿إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾؛ يعني: لا تقارب بيننا وبينكم في المودة والمناصرة والمؤاخاة أبدًا، إلاَّ إذا آمنتم بالله وحده، وكفرتم بما يعبد من دون الله ﷿، وتركتم عبادة الأصنام، فحينئذٍ نكون إخوانًا ﴿حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾ ثم قال في الآية التي بعدها: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦)﴾ ثم قال بعدها: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)﴾ . فهذه أربع صفات وصف الله بها إبراهيم: وهي: الصفة الأولى: أنه كان أمة، يعني: قدوة في الخير.

1 / 77