Тайны дворцов: политические, исторические, любовные, литературные
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Жанры
فقال السلطان: لم يهتم أحد من قبلك في إرضاء هذا الشعب، وأنا أعرف الآن دواءه الوحيد وهو حز رقاب رؤسائه فتبرد حرارة بقية الأعضاء ...
فقال الصدر: نعم، ولكن ذلك هواء قديم لا يجدي الآن، فضلا عن أنه يستحيل إجراء ذلك.
فصاح السلطان مستفهما: أمستحيل؟ وأي متى حرمت حق التصرف بأرواح عبادي وأملاك رعيتي؟
فأجاب الصدر بصوت ثابت: منذ عدتنا روسيا من الدول المتمدنة.
فصاح السلطان وكاد يتميز من الغيظ: هذه والله أفكار حزب تركيا الفتاة. فعض الصدر على شفتيه حنقا، فقال حسين عوني باشا، ساعتئذ، مولاي إن الغاية من تشرفنا اليوم في أعتابك الجليلة هي عرض مسألة مهمة يتوقف عليها نجاح الدولة.
فقال السلطان: ما هي؟ فقال: الحرب الأهلية تتهددنا، فإن أكثر من عشرين ألف مسلم ينتظرون أقل سبب ليخضبوا الأستانة بالدم إذا لم تجب مطالبهم.
فوقف السلطان عند هذا الكلام يرتجف غضبا وقد شد على السبحة بيده ففرطها، فتشاور الوزراء بألحاظهم وصمموا على الثبات. فقال رديف باشا: الشعب يطلب عزل الولاة المتصرفين والمأمورين المذكورة أسماؤهم في هذه اللائحة، ثم قام ورفعها إليه ...
فأخذها السلطان بعنف وألقى عليها نظرة غضب، فوجد فيها أسماء جميع المأمورين الذين نصبهم محمود باشا الصدر السابق، وكان السلطان واضعا ثقته فيهم، فلما فرغ من تلاوتها التفت إلى الوزراء وقال ساخرا: أهذا كل ما تريدون؟ فأجابوه: نعم.
فقال السلطان: أجيبوا إذن هذا الشعب أني لا أجيب طلبه هذه المرة وقد أجبت طلبه المرة الأولى فطمع؛ ولذا لا أجيز عزل أحد من هؤلاء المأمورين، وسأبقي هذه اللائحة في جيبي؛ لأني عرفت بها المأمورين المخلصين لي، والآن يريد الشعب أن أضحي له أخصائي ... لا وألف لا. قال هذا وانطرح على كرسيه يرتجف غضبا.
فمد حسين عوني باشا يده متوسلا قائلا: مولاي تلك إصلاحات واجبة لخير الأمة ... انظر حالة الدولة، الأعداء تحيط بنا من كل جانب، وعوضا عن أن نفكر بالدفاع عن أنفسنا والذود عن حوضنا نقضي أيامنا وساعتنا بالنزاع والخصام. فقال الصدر: نعم يا مولاي هذه الإصلاحات لازمة لفلاح الدولة ولإحياء همة الأمة، وسيكون تأثيرها حسنا في جميع الأنحاء.
Неизвестная страница